جزى الله عني قبحَ وجهي سعادة ً – ابن الرومي

جزى الله عني قبحَ وجهي سعادة ً … كما قد جزاهُ والإله قديرُ

ذَعَرْتُ به قوماً فأدَّوا إتاوة ً … كأني عليهم عند ذاك أمير

فَدى نفسَهُ من قُبْحِ وجْهِيَ سَيِّدٌ … وزيرٌ أبوه سيِّدٌ ووزير

فلا يَقْطَعنَّ الرزقَ عنِّيَ قاسمٌ … فليس له منّي سواه خفير

عرفت له الإجراء وهو صنيعهُ … وأنكرتُ منه الهجرَ وهو نكير

وما قدْرُ ما يجري وغَيْبة ُ وجْهِهِ … تُطيلُ عليَّ الليلَ وهْو قصير

لرؤيتُهُ عندي أجلُّ منَ الذي … يَحُلُّ به من مُلكه ويسيرُ

فلا تجعلنَّ الهجر دَأْباً فإنهُ … بإتمام ما أَسْدَى إليَّ جدير

وإلاّ فما لي حاجة ٌ في نواله … وإني إلى ما دونَه لفَقير

وهل نِعمة ٌ حتى تكونَ مَودَّة ٌ … وهل رَوْضة ٌ حتى يكونَ غدير

وكلُّ كثيرٍ تافهٌ عند وجهِهِ … وكلُّ كبيرٍ غيرَه فصغير

أنائلُهُ يغتَرُّني عن لقائه … ومجلسه إنِّي إذاً لغرير