جاءَتْ لتَنظُرَ ما أبقَتْ من المُهَجِ، – صفي الدين الحلي

جاءَتْ لتَنظُرَ ما أبقَتْ من المُهَجِ، … فعطرتْ سائرَ الأرجاءِ بالأرجِ

جَلَتْ عَلَينا مُحَيّاً لو جلَتهُ لَنا … في ظُلمَة ِ اللّيلِ أغنانا عن السُّرُجِ

جميلة ُ الوجهِ، لو أنّ الجمالَ بها … يولي الجميلَ لأشجتْ فودَ كلّ شجِ

جورية ُ الخدّ يحمى وردُ وجنتها … بحارسٍ من نبالِ الغنجِ والدعجِ

جازتْ إساءة َ أفعالي بمغفورة ٍ، … فكانَ غُفرانُها يُغني عنِ الحِجَجِ

جارَتْ لعِرفانِها أنّي المَريضُ بها، … فما عليّ إذا أذنبتُ من حرجٍ

جستْ يدي لترى ما بي فقلتُ لها: … كُفّي، فذاكَ جوًى لولاكِ لم يَهجِ

جفَوتنِي، فرأيتُ الصّبرَ أجملَ بي، … والصمتُ بالحبّ أولى بي من اللهجِ

جارَتْ لِحاظُكَ فينا غيرَ راحمة ٍ، … ولذّة ُ الحبّ جَورُ النّاظرِ الغَنِجِ

جوري فلا فرجاً لي من عذابكِ لي، … إلاّ يدَ الملكِ المنصورِ بالفرجِ

جوادُ كفٍّ تروعُ الدهرِ سطوتهُ، … فلا تصاحبُ عضواً غيرَ مختلجِ

جَدّتْ لِما تَرتَضي العَلياءُ هِمّتُه، … فالمُلكُ في رَقدَة ٍ، والحربُ في رَهَجِ

جنَتْ على مالِهِ أيدي مكارِمِه، … فَلا يَبيتُ بطَرفٍ غَيرِ مُنزَعِجِ

جهدُ المواهبِ أن تغنى خزائنهُ، … حتى كأنّ بها ضرباً من اللججِ

جَدّتْ إلَيهِ بَنُو الآمالِ مسرِعَة ً، … فأكثروا نحوهُ بالسعي والحججِ

جَونٌ إذا شِمتَ برقَ السيّفِ من يدِهِ … تَراهُ مُنبَلِجاً في كفّ مُنبلِجِ

جنَى ثمارَ المعالي حينَ حاولها، … بصارِمٍ ما خَلا في الحَربِ من هَرَجِ

حالتْ قناة ُ المنايا في مضاربهِ، … فظلّ ينقصُ أبكاراً من المهجِ

جَزياً أبا الفَتحِ، غاياتِ الفَخارِ، فقد … أمسكتْ طلابهُ في مسلكٍ حرجِ

جَلَلَتَ حتى لوَ أن الصّبحَ لُحتَ بهِ … وقلتَ: قِفْ لا تَلجْ في اللّيلِ لم يَلجِ

جَرّدتَ أسيافَ نَصرٍ أنتَ جَوهرُها، … في حالكٍ من ظلامِ النقعِ منتسجِ

جَبَرتَ كسرَ المَعالي يا ابنَ بَجدَتِها … بها وقومتَ ما بالدينِ من عوجِ

جمارُ نارٍ، ولكن من عوائدها … اطفاءُ ما في صدورِ القومِ من وهَجِ

جوازِمٌ إن أرَدتَ البَطشَ كُنّ يَداً، … وإن رَقيتَ المَعالي كنّ كالدّرَجِ

جلَوتَ كَربَ الوَرى بالمكرُماتِ، كما … جلَوتَ تلكَ الرّدى بالمَنظَرِ البَهجِ

جعَلتَ جودَكَ دونَ الوَعدِ مُعترِضاً، … ووَعدُ غَيرِكَ ضِيقٌ غيرُ مُنْفَرِجِ

جئناكَ، يا ملكَ الدنيا، وواحدها، … نؤمّ بالدرّ نهديهِ إلى اللججِ

جُزنا البِلادَ، ولم نَقصِد سواك فتًى ، … مَن يَحظَ بالدُّرّ يَستَغنِ عن السّبَجِ

جمعتَ فضلاً، فلا فرقتهُ أبداً، … أنتَ الفريدُ وجلّ الناسِ كالمهجِ