تَنازَعَ الغزالُ والخروفُ – أحمد شوقي

تَنازَعَ الغزالُ والخروفُ … وقال كلٌّ: إنه الظَّريف

فرأَيا التَّيْسَ؛ فظَنَّا أَنّه … أعطاهُ عقلاً منْ أطالَ ذقنه

فكلَّفاه أَن يُفَتِّشَ الفَلا … عن حكمٍ له اعتبارٌ في الملا

ينظُرُ في دَعواهُما بالدِّقه … عساهُ يُعطِي الحقَّ مُسْتحِقَّه

فسارَ للبحثِ بلا تواني … مفتخرا بثقة ِ الإخوانِ

يقول: عِندي نظرة ٌ كبيرهْ … ترفعُ شأنَ التيسِ في العشيره

وذاكَ أن أجدرَ الثناءِ … بالصِّدْقِ ما جاءَ من الأَعداءِ

وإنني إذا دعوْتُ الذِّيبَا … لا يستطيعانِ له تكذيبا

لكونه لا يعرفُ الغزالا … وليس يُلقِي للخروفِ بالا

ثم أتى الذِّيبً ، فقال : طلبتي … أنتَ ، فسرْ معي ، وخذْ بلحيتي

وقادَه للموضِع المعروفِ … فقامَ بين الظَّبيينِ بالأظافرِ

وقال للتيس : انطلقْ لشأنكا … ما قتَل الخَصْمَيْن غيْرُ ذَقنكا