تَحقَّقَ وَعْدُ اللّهِ وَاللّهُ أَكْبَرُ – خليل مطران
تَحقَّقَ وَعْدُ اللّهِ وَاللّهُ أَكْبَرُ … لِيَهْنِئْكُمُ النَّصْرُ العَزِيزُ المُؤَزَّرُ
إِذا كَاثَرَتْكُمْ أَمَّةٌ بِعَدِيدِهَا … فَأُنْتُمْ وَقَدْ وَالاَكُمُ الحَق أَكْثَرُ
وَمَا بَلَغ الغَايَاتِ وَهْيَ بَعِيدَةٌ … بِرَغْمِ العِدَى إِلاَّ الذِي هُوَ أَصْبَرُ
جَلَتْ عَنْ سَماءٍ فِي دِمَشْقَ مُغِيرَةٌ … سَحَائِبُ كَانَتْ بِالصَّوَاعِقِ تُمْطِرُ
وَهَبَّتْ أَزَاهِيرُ الرَّبِيعِ نَقِيَّةً … جَلاَهَا مِنَ النَّقْعِ الَّذِي كَانَ يُنْشَرُ
فِللّهِ قَوْمٌ بِالعَزَائِمِ وَالنُّهَى … تَحدَّوْا رَزَايَا الدَّهْرِ حَتَّى تحَرَّرُوا
مَشوْا فِي ابْتِغاءِ المَجْدِ وَالمَوْتُ دُونَهُ … فَفَازوا بِهِ وَالمَوْتُ خَزْيَانُ يَنْظُرُ
وَكُلُّهُمُ لبَّى نِدَاءَ ضَمِيرِهِ … سَوَاءٌ فَتَاهُمْ فِي الفِدَى وَالمُعَمِّرُ
فَما خاسَ مِنْهُمْ أَوْ تَرَدَّدَ ذائِدٌ … وَمَا فَضَلَ المَأْمُورَ فِيهِمْ مُؤَمَّرُ
وأَكْرَمُهُمْ فِي بَذْلِهِمْ شهَدَاؤُهُمْ … علَى اللّهِ أَيُّ البَذْلِ أَزْكَى وَأَطْهَرُ
سَلُوهُمْ فَهُمْ أَشْهَادُنَا اليَوْمَ مِنْ عَلٍ … وَأَرْوَاحُهُمْ تَرْنُو إِلَيْنَا فَتُبْشِرُ
إِذَا لَمْ تُخَلِّدْ أُمَّةٌ شُهَدَاءَهَا … فَمَا الدَّمُ مَطْلُولٌ وَلاَ الدَّمْعُ يهْدُرُ
لِسُورِيَّةَ فخْرٌ بِمَا هِي أَحْرَزتْ … وغَيْرُ كَثِيرٍ أَنَّهَا اليَوْمَ تَفْخَرُ
وَإِنَّ حُمَاة الضادِ تَشْهَدُ عِيدَهَا … يُعَيِّدُهُ بَادُونَ مِنْهُمْ وَحُضَّرُ
وَفِي كلِّ قَلبٍ لِلسُّرُورِ سرِيرَةٌ … وَفِي كُلِّ وَجْهٍ لِلسعَادَةِ مَظهَرُ
أَجَلْ هوَ عِيدٌ لِلعرُوبَةِ بَعْدَهُ … تَباشِيرُ أَعْيادٍ مِنَ الغْيبِ تُسْفِرُ
جَمِيلٌ إِليْكَ الشُّكْرُ نُهْدِيهِ خَالِصاً … وَكُلُّ جَمِيلِ القَوْلِ وَالفِعْلِ يُشْكرُ
بِجِلَّقَ زِينَاتٌ أَقَمْتَ مِثَالَهَا … فَرَاعَ حِلىً وَهْوَ المِثَالُ المُصَغَّرُ
لِيَهْنِئْكَ أَنْ فَازَتْ بِلاَدُك بِالمُنى … وَقِسْطُكَ فِي إِنْجاحِها لَيْسَ يُنْكَرُ
وَمَا زِلْتَ مَنْ رَجُّوهُ فِي زُعَمَائِهَا … لإِسْعَادِهَا وَاليَوْمُ بِالأَمْسِ يُقْدَر
أَلاَ أَبْلِغِ الشَّيْخَ الرَّئِيسَ وَصَحْبَهُ … تهَانِيءَ تنْفِي الريْبَ مِنْ حَيْثُ تصْدُرُ
تَهَانِيءَ قوْمٍ فِي الكِنانَةِ عَاهَدُوا … ولَيْسَ لَهمْ عَنْ عَهْدِهِمْ مُتَأَخَّرُ
همُ الجِسْمُ وَالقلْبُ المَلِيك وَإِنَّمَا … شعُورُ الحَنايَا مَا بِهِ القَلْبُ يَشْعُرُ
لِتَسْعَدْ بِفَارُوق العَظِيمِ بِلادُهُ … وَتَعْتزَّ جَارَاتٌ يُوَالِي وَيَنْصُرُ
وَيَحْيَا الرَّئِيسُ البَاذِخُ القدْرِ إِنهُ … لعَهْدٍ جَدِيدٍ فِي المَفاخرِ يُذْخَر