بَينَ المُدام، وبَينَ الماء شَحناءُ، – أبو نواس
بَينَ المُدام، وبَينَ الماء شَحناءُ، … تَنْقَدُّ غَيْظا، إذا ما مسَّها الماءُ
حتى تُرَى في حوَافي الكأس أعيُنُها … بِيضاء وليس بها منْ عِلَّة ٍ داءُ
كأنّها حينَ تَمطُو، في أعِنّتِها، … منَ اللّطافَة في الأوْهام عَنْقاءُ
تَبْني سماءً في أرضٍ مُعَلَّقَة ٍ ، … كأنّها عَلَقٌ، والأرضُ بيضاءُ
نُجومُها يَقَقٌ ، في صَحْنِها عَلَقٌ ، … يُقِلّها مِنْ نجوم الكأس أهوَاءُ
جلّتْ عن الوَصْف، حتى ما يطالبُها … وَهْمٌ، فتَخْلُفُها في الوَصْفِ أسماءُ
تَقَسّمَتْها ظنونُ الفِكر، إذ خفيتْ، … كما تَقَسَّمَتْ الأديانَ آراءُ
من كفِّ ذي غُنُجِ ، حُلْو شمائلُهُ، … كأنّه عند رأي العينِ عذْراءُ
له بكيتُ ، كما يبكي النَّولى رجلٌ … على المَعالمِ والأطلال بكّاءُ