بَني مُتَيَّمَ هَل تَدرونَ ما الخَبَرُ – علي بن الجهم
بَني مُتَيَّمَ هَل تَدرونَ ما الخَبَرُ … وَكَيفَ يُستَرُ أَمرٌ لَيسَ يَستَتِرُ
حاجَيتُكُم مَن أَبوكُم يا بَني عُصَبٍ … شَتّى وَلكِنَّما لِلعاهِرِ الحَجَرُ
قَد كانَ شَيخُكُمُ شَيخاً لَهُ خَطَرٌ … لكِنَّ أُمَّكُمُ في أَمرِها نَظَرُ
وَلَم تَكُن أُمُّكُم وَاللَهُ يَكلَؤُها … مَحجوبَةً دونَها الحُرّاسُ وَالسُتُرُ
كانَت مُغَنِّيَةَ الفِتيانِ إِن شَرِبوا … وَغَيرَ مَمنوعَةٍ مِنهُم إِذا سَكِروا
وَكانَ إِخوانُهُ غُرّاً غَطارِفَةً … لا يُمكِنُ الشَيخَ أَن يَعصي إِذا أَمَروا
قَومٌ أَعِفّاءُ إِلّا في بُيوتِكُمُ … فَإِنَّ في مِثلِها قَد تُخلَعُ العُذُرُ
فَأَصبَحَت كَمُراحِ الشَولِ حافِلَةً … مِن كُلِّ لاقِحَةٍ في بَطنِها دِرَرُ
فَجِئتُمُ عُصَباً مِن كُلِّ ناحِيَةٍ … نَوعاً مًخانيثَ في أَعناقِهِما الكَبَرُ
فَواحِدٌ كِسرَوِيٌ في قَراطِقِهِ … وَآخَرٌ قُرَشِيٌّ حينَ يُختَبَرُ
ما عِلمُ أُمِّكُمُ مَن حَلَّ مِئزَرَها … وَمَن رَماها بِكُم يا أَيُّها القَذَرُ
قَومٌ إِذا نُسِبوا فَالأُمُّ واحِدَةٌ … وَاللَهُ أَعلَمُ بِالآباءِ إِذ كَثُروا
لَم تَعرِفوا الطَعنَ إِلّا في أَسافِلِكُم … وَأَنتُمُ في المَخازي فِتيَةٌ صُبُرُ
أَحبَبتُ إِعلامَكُم أَنّي بِأَمرِكُمُ … وَأَمرِ غَيرِكُمُ مِن أَهلِكُم خَبِرُ
تَفَكَّهونَ بِأَعراضِ الكِرامِ وَما … أَنتُم وَذِكرُكُمُ الساداتِ يا عُرَرُ
هذا الهِجاءُ الَّذي تَبقى مَياسِمُهُ … عَلى جِباهِكُمُ ما أَورَقَ الشَجَرُ