بَصَماتُ أبي – ليث الصندوق

قبلَ سنين

كانت كدماتُ الضرب على جلدي

تبصمُ كفّ أبي

كانت كالقنبلة بجسمي تتفجّر إذ ألمسها

وأئنّ من الغضب

ودواليب مسننة تقرض من عقبي

لكنّ الأيام – كما ندري – لا تُبقي من حقد

بعُدَت

وتلاشت

كحداء الركب

مسحت بصمات خطاياها

وخطايا الأباء

حملت عني ألمَ الضربِ

وكبرتُ لأدركَ أني بالغتُ بأخطائي

وبأني فيما كنتُ أريدُ العفوَ

أعاقبُ أبنائي

بعدَ سنين

صرتُ أنقّبُ عن أصداءٍ للذكرى في رمل النسيان

فأقبّلها

وأقدّسها

وأنزّهها أن تتساوى

مثلَ بني الموتى في الكفن

صرت اقبّل موضع كفّ أبي في بدني

ولقد كنتُ زمانَ الطفلِِ أودّ

لو اكبرُ قبل أواني

كي اهربَ من سوط الوهن

واليومَ أودّ لو اني عدتُ صغيراً

كي يضربَني