بَدْرُ لَيْلٍ أَوْلاَ فَشَمْسُ نهارِ – الواواء الدمشقي
بَدْرُ لَيْلٍ أَوْلاَ فَشَمْسُ نهارِ … طَلَعتْ من سحائِبِ الأَزْرَارِ
فَوْقَ غُصْنٍ تُميلُهُ نَشَواتُ الدَّلِّ … سُكْراً من غيرِ شُرْبِ عُقارِ
يَفْعَلُ الرِّيقُ مِنْهُ ما تفعلُ الخَمْـ … ـرُ ولكنْ بلا تأَذّي خُمارِ
قيصريٌّ يكادُ يلعبُ بالأر … واحِ منا في ملعب الزنارِ
رشأٌ كلما سرى اللحظُ فيهِ … جَرَحَتْهُ خَنَاجِرُ الأَبْصارِ
كُلَّما كَرَّ ناظِري فيهِ أَبْدَى … لؤلؤاً مطبقاً على جلنارِ
قد تناهى إلى منافسة ِ الحسـ … ـنِ بِخَدٍّ كالماءِ مِنْ تَحْتِ نارِ
بِعِذارٍ يَقُومُ فيهِ بعُذْري … عندَ مَنْ لامَني بغيرِ کعْتِذَارِ
جاءني زائراً بطرة ِ ليلٍ … أُسْدِلَتُ فَوْقَ غُرَّة ٍ من نَهَارِ
إذْ رَأَى الوَصْلَ مُولَعاً مِنْهُ بالهَجْـ … ـرِ وحكمَ الهوى على الجورِ جارِ
قائِلاً لي والفَجْرُ في قَبْضَة ِ اللَّيْـ … ـلِ وجِسْمُ الدُّجَى من الصُّبْحِ عارِ:
قُمْ نُقَضِّ حَقَّ الصّبُوحِ فقد أَذّ … نَ بالصبحِ طائرُ الأسحارِ
ونجومٌ مثلُ الدراهمِ أحدقـ … تنَ ببدرٍ في الجوَّ كالدينارِ
باهتاتٌ كأنهنَّ عيونٌ … ناظِراتٌ منها بِلا أَشفارِ
كمزايا خلائقٍ ” لأبي القا … سمِ ” فينا منيرة ِ الأنوارِ
عاطلاتٍ حليتها بسجايا … هُ الَّتي ذِكْرُها بِلا کسْتِغْفارِ
غُصُنٌ لَيِّنُ المَهزَّة ِ لَدْنٌ … زاهِرُ الزَّهْرِ مُثْمِرُ الإثْمارِ
عصفتْ حولهُ رياحُ الأماني … وسقتهُ العلا بلا أمطارِ
كَنَسيمِ الشَّمالِ في آخرِ اللَّيْـ … ـلِ إذا هبَّ في الليالي القصارِ
علويٌّ منْ أهلِ بيتٍ تعالوا ، … دونَ أقدارهمْ ، على الأقدار
ضربتْ كفهُ لهُ في ربى المجـ … ـدِ رواقاً مطنباً بالفخارِ
قاتلُ القومِ كلما أظلمَ النقـ … ـعُ جلاهُ بالأبيضِ البتار
خاطراً لا تراهُ يعرفُ في الكـ … ـرِّ فِراراً بالأَسْمَرِ الخطَّارِ
تاركاً حلة َ الحديدِ من النقـ … ـعِ عليهِ في حلة ٍ من غبارِ
لا بطيءُ الوُقُوفِ في فَلَكِ الحَرْ … بِ ولكنهُ سريعُ المدارِ
يَتَخَطَّى إلَى طَرِيقِ المَعَالي … بِمَعَالٍ خَطِيرَة ِ الأَخْطَارِ
ساحباً ذيلَ فاضلٍ ، وهوَ عاري الظـ … ـهْرِ فيهِ من لُبْسِ ثَوْبِ العَارِ
مننٌ ما لها عليهِ امتنانٌ … جاءَ فيها المَقْدُورُ بالمِقْدارِ
حسناتٌ لم تتصلْ بمساوٍ … تتقضى تقضيَ الأوطارِ
ما حَوَتْ هذِهِ المناقبَ إلاَّ … باقتدارٍ منها على الإقتدارِ
يا مُجيري مِنَ الزَّمانِ إذا لمْ … أَسْتَجِرْ من خُطُوبِهِ لي بِجَارِ
هاكَ شِعْراً إلَيْهِ يَفْتَقِرُ المُو … سِرُ في دَهْرِهِ مِنَ الأَشْعَارِ
لَوْ رَأَتْهُ العِيدانُ وَهْيَ سُكُوتٌ … كَلَّمَتْهُ سِرّاً بِلاَ أَوْتَارِ
نثرتْ راحة ُ المعاني عليهِ … جَوْهراً مِنْ جَوَاهِرِ الأَفْكارِ