بني مصرَ ، ارفعوا الغار – أحمد شوقي

بني مصرَ ، ارفعوا الغار … وحيُّوا بطلَ الهندِ

وأدُّوا واجباً ، واقضوا … حقوقَ العلمِ الفرد

أخوكم في المقاساة ِ … وعركِ الموقفِ النكدِ

وفي التَّضْحِية ِ الكبرى … وفي المَطلبِ، والجُهد

وفي الجرح، وفي الدمع … وفي النَّفْي من المهدِ

وفي الرحلة للحقِّ … وفي مرحَلة ِ الوفد

قِفوا حيُّوه من قرْبٍ … على الفلْكِ، ومن بُعد

وغَطُّوا البَرَّ بالآس … وغَطُّوا البحرَ بالورد

على إفريزِ راجيوتا … نَ تمثالٌ من المجد

نبيٌّ مثلُ كونفشيو … س ، أو من ذلك العهد

قريبُ القوْلِ والفعلِ … من المنتظَرِ المهدي

شبيه الرسْل في الذَّوْدِ … عن الحقِّ ، وفي الزهد

لقد عَلَّم بالحقِّ … وبالصبر ، وبالقصد

ونادي المشرقَ الأقصى … فلبَّاه من اللحد

وجاءَ الأَنفسَ المرْضَى … فداوَاها من الحِقد

دعا الهندوسَ والإسلا … م للألفة ِ والوردِّ

سحرٍ من قوى الروحِ … حَوَى السَّيْفَيْنِ في غِمد

وسلطانٍ من النفسِ … يُقوِّي رائِض الأُسْدِ

وتوفيقٍ منَ الله … وتيسيرٍ من السَّعد

وحظٍّ ليس يُعطاهُ … سِوَى المخلوقِ للخلدِ

ولا يُؤخَذ بالحَوْل … ولا الصَّولِ ، ولا الجند

ولا بالنسل والمالِ … ولا بالكدحِ والكدِّ

ولكن هِبة ُ المولى … تعالى الله للعبد

سلامُ النيل يا غنْدِي … وهذا الزهرُ من عندي

وإجلالٌ من الأهرا … مِ، والكرْنكِ، والبَرْدِي

ومن مشيخة ِ الوادي … ومن أشبالهِ المردِ

سلامٌ حالِبَ الشَّاة ِ … سلامٌ غازلَ البردِ

ومن صدَّ عن الملح … ولم يقبل على الشُّهد

ومَنْ يَرْكبُ ساقيْه … من الهندِ إلى السِّندِ

سلامٌ كلَّما صلَّي … تَ عرياناً ، وفي اللِّبد

وفي زاوية ِ السجن … وفي سلسلة ِ القيدِ

من المائدة ِ الخضرا … ءِ خُذْ حِذْرَكَ يا غنْدِي

ولاحظْ وَرَقَ السِّيرِ … وما في ورق اللوردِ

وكنْ أَبرَعَ مَن يَلعَـ … ـبُ بالشَّطْرَنْجِ والنّرْد

ولاقي العبقريِّينَ … لِقاءَ النّدِّ للنِّدّ

وقل : هاتوا أفاعيكم … أتى الحاوي من الهند

وعُدْ لم تحفِل الذَّامَ … ولم تغترَّ بالحمد

فهذا النجمُ لا ترقى … إليه هِمَّة ُ النقدِ

وردَّ الهندَ للأم … ـة ِ من حدٍّ إلى حَدِّ