بني صامتٍ قد أصبحت دارُ خالدٍ – ابن الرومي
بني صامتٍ قد أصبحت دارُ خالدٍ … مقدسة َ البُطنان ملعونة َ الظهرِ
بها شهداء السلم لم يشهدوا الوغى … ولا سمعوا باسم الرباط ولا الثغر
ولكن كما ألقتهمُ أمهاتهمْ … قذفنَ بهمْ في كل مظلمة القعر
وما استمتعوا من صدر أمٍّ بضمة ٍ … ولا سقطوا في قعر مهد ولا حجر
فعزّ علينا أن تكون رمامُهم … ودائعَ دار الفاسقين إلى الحشر
هي الدار يُؤوي ليلُها كلُّ فاسقٍ … وفاسقة ٍ مقبوحة السر والجهر
لها رب سَوْء مثلُهاخَلِقتْ له … وِفاقاً وكان الأمرُ يُقْدَرُ للأمر
إذا جُمِعَتْ ضِيفانُهُ ونساؤهُ … فبطنٌ على بطنٍونحرٌ على نحر
خليطان فوضى من رجالٍ ونسوة ٍ … يبيتون يُحْيُون الفسوق إلى الفجرِ
فمن لعنة ٍ تغشَى ضجيعَيْ خطيئة ٍ … ومن رحمة تغشى شهيدين في قبر
كأني أراهم بين رجس ورجسة ٍ … تُحَنْدِسُ من سوءاتهم ليلة ُ القدر
يبيتون لم يخشَوْا من الله نِقمَة ً … ولا حَفِلوا منه بكيدٍ ولا مكر
تكاد نجوم الليل وهْي زواهرٌ … تَهاوَى عليهم أو تَحار فلا تسري
فلو وافقتْهم ليلة القدر لم تزل … تَقاعسُ عن ميقاتهم آخرَ الدهر