بني القبطِ إخوانُ الدُّهورِ ، رويدكم – أحمد شوقي

بني القبطِ إخوانُ الدُّهورِ ، رويدكم … هبوه يسوعاً في البريّة ِ ثانيا

حملتمِ لحكمِ اللهِ صلبَ ابنِ مريمٍ … وهذا قضاءُ الله قد غالَ غاليا

سديدُ المرامِي قد رماه مُسَدِّدٌ … وداهية ُ السُوَّاسِ لاقى الدَّوَاهيا

وواللهِ ، لو لم يطلقِ النارَ مطلقٌ … عليه، لأَوْدَى فجأَة ً، أَو تَداوِيا

قضاءٌ، ومِقدارٌ، وآجالُ أَنفُسٍ … إذا هي حانت لم تُؤخَّرْ ثوانيا

نبيدُ كما بادت قبائلُ قبلنا … ويبقى الأنامُ اثنينِ : ميتاً ، وناعياً

تعالوا عسى نطوي الجفاءَ وعهده … وننبذُ أسبابَ الشِّقاقِ نواحيا

أَلم تكُ مصرٌ مهدَنا ثم لَحْدَنا … وبينهما كانت لكلِّ مغانيا ؟

ألم نكُ من قبل المسيحِ ابن مريمٍ … و موسى وطه نعبُدُ النيلَ جاريا؟

فَهلاَّ تساقيْنا على حبِّه الهَوَى … وهلاَّ فديْناه ضِفافاً ووادِيا؟

وما زال منكم أَهلُ وُدٍّ ورحمة ٍ … وفي المسلمين الخيرُ ما زالَ باقيا

فلا يثنِكم عن ذمَّة قتلُ بُطرُسٍ … فقِدْماً عرفنا القتلَ في الناس فاشيا