بضع كلمات للحديث عن فراس – محمد القيسي

ينهلّ صوتك والأغاني مطفأة

والعابرون تأخروا

فالدرب ملغوم ، وخلف الباب موتك

قالت لهم ريح البلاد :

ألا احذروا

فتعثّروا

والصمت شارك في سيول الدّم

أعرف أنّ تحت الظلّ ، كان الآخرون ،

يدخّنون ،

ويرقبون ..

في نشرة الأخبار – مع زوجاتهم – موتي

وهم يتسامرون

ينهلّ صوتك والنساء لبسن أثواب الحداد

وأنا خبرت من الزمان المرّ هذا أسوأه

هلكت جمال قبيلتي،

لم يسأل الوالي ،

ومزّق جنده كتبي ، وأنت تسألين

عن لون هذا الحزن في عينيّ ، عن

شعري المشعّث عن مشاوير المساء

والحارس الليليّ أيضا ، لا يكفّ عن السؤال

صمت يرافقني

شوارع ذلك البلد البعيد معي ،

وليس بهذه الطرقات من أحد

وأنا أضمّ فراس :

( آه فراس يأكل قلبنا هذا البعاد

ويعود لي حزني الجميل ،

وزهرة الحلم المهاجر والبكاء )

وتعاتبين وأنت لا تدرين ما يفري القلب

هذا شتاء آخر قد فاجأه

ينهلّ صوتك ، والأغاني مطفأة