بدت في رداء الشعر باسمة الثغر – ابن نباتة المصري

بدت في رداء الشعر باسمة الثغر … فعوذتها بالشمس والليل والفجر

ولو شئت قسمت الذوائبَ مقسماً … بطيب ليالٍ من ذوائبها عشر

وقبلتها مصرية حلوة َ اللمى … أكرر في تقبيلها السكر المصري

ويعذلني من ليس يدري صبابتي … فأصرفه من حيث يدري ولا يدري

ومن عجب الأشياء حلوٌ ممنعٌ … أصبر عنه وهو حلوٌ مع الصبر

وكم لائمٍ في حب خنساء أعرضت … وعنف حتى جانس الهجر بالهجر

وشيب رأسي خدها ومعنفي … وهذا رماد الشيب من ذلك الجمر

فيا قلب خنساء القوي وأدمعي … على مثلك العينان تجري على صخر

ويا قلبُ صبراً في عطاها ومنعها … فلا بدّ من يسرٍ ولا بد من عسر

أرى الشمسَ منها في العشاء منيرة ً … ومن صدها عني أرى النجم في الظهر

يذكرني عهد الوفا ما نسيته … ولكنه تجديدُ ذكرٍ على ذكر

زمان الصبى والقرب لانحذر النوى … ولكن نقضي الحال أحلى من التمر

وأما وقد ضاء المشيب بمفرقي … فبالشيب لا بالطوع صرنا الى الهجر

وفارقت خدّ الغانيات وجفنها … فجرحاً على جرحٍ وكسراً على كسر

وإني لمشتاقٌ إلى ظلّ روضة ٍ … على النيل أروي العيش منها عن النضر

لئن حثني باب البريد إلى مصر … لقد حثني باب الزيادة في النزر

إلى مصر يحلو نيلها مخصب الثرى … فيغني الورى في الحالتين عن القطر

وتقبيل حلو الغزو للمحل قاتل … حلاوته سكبٌ وجنديهُ يجري

ويجري باسعاد العباد فحبذا … بسعدك ياسلطانها ساعياً يجري

لسلطان مصر الناصر بن محمدٍ … على كل مصرٍ طاعة ُ البحر والبر

تجمعتِ الأمصارُ في مصرَ طاعة … وهل تجمع الأمصار إلاعلى مصر

سلامٌ على اسكندر الوقت أن يفح … شذا الذكر عنه فالسلام على الخضر

سلام ثغور الخلق تنقش في الثرى … بأفواهها ختماً على أنفس الذخر

على باب سلطان العباد كأنها … لنظم ثناياها عقودٌ من الدّرّ

مليكٌ روت أعماله سيرَ التقى … عن الملك المصري عن الحسن البصري

له منزلاً جيش وتحت مقامه … بهذا وذا في القلب حب وفي الصدر

أيالة ملكٍ لا فلان ولا فلٌ … ونحوُ على ً لا نحو زيد ولا عمرو

فملكٌ بلا جور وحكمٌ بلا هوى … وأزرٌ بلا وزرٍ وعزّ بلا كبر

قضا عمرٍ في حلم عثمان جامعاً … لبأسِ عليٍّ في سماح أبي بكر

مضى الشفع من مرآى أبيه وجده … وجاءَ فلا زالت له دولة ُ الوتر

الى ناصرٍ من ناصرٍ وكذا على … مدى جده المنصور مسترسل النصر

أجلّ بيوت الملك بيت قلاونٍ … وأنت أجلّ البيت يا وارث الدهر

فملكك حقّ واضح الصبح أشرقت … سعادته كالظهر ياواحد العصر

مراد البرايا أن تدوم وأن تووا … وميراثك الباقي الى ذلك الحشر

بصوتك أركان الشريعة شيّدت … وصينت ثغور كلها باسم الثغر

وخاض بها قوم تعدوا فقوبلوا … بما كل انسانٍ لديه من الخسر

وليس الذي خاض الشريعة سالماً … من الأسد الحامي حماها من المكر

لك الله إما كسب حظٍّ من الثنا … يحوز وإما كسب حظٍ من الأجر

ليهنك ما تجنيه من جنة ٍ غدا … بإبطال ما تجنى الجناياتُ من وزر

ليهنك ما عمرته من معالمٍ … سيثني على عمارهن أبو ذرّ

ويمدحكم حسانها اليوم أو غدا … بدار البقا بعد الطويل من العمر

فأيامك الأعياد عائدة ٌ لمن … رجاك ومن عاداك بالفطر والنحر

وكفاك للمدّاح أيام عشرها … وليلة من تسعى لها ليلة القدر

ودولتك الزهراء للجود والسطا … فبالفلك السعدي والفلك البشري

ونصر على الاعدا يبادرُ رعبهُ … فيسبق مجرى الخيل بالعسكر المجرِ

ويعرض عن كيد العدا لاحتقارهم … بلا قاصدٍ ماشٍ ولا حائمٍ صقر

فأعداك هذا مسّ في النوم رأسه … وآخر قبل السيف مات من الذعر

وكم لك في داني الديار ونازحٍ … غيوثُ عطايا تخلط السهل بالوعر

يضنّ بأحمال من التبنِ معشرٌ … إذا اتصلت أحمال جودك من تبر

مليك التقى والعلم والبأس والندى … فمدحٌ على مدحٍ وشكرٌ على شكر

تهنّ وكلّ الناس عافية روت … حديثَ التهاني عن بشيرٍ وعن بشر

بها حملت عنك السقام بمصرها … عيونُ المها بين الجزيرة والجسر

فأحسن بها للملك في كلّ حالة ٍ … بشائرَ عند السيف والعزّ والنصر

وأحسن بها حيثُ الهناءُ مسطرٌ … صحائفها عن كاتب السرّ والجهر

عوافي الا أنها قاهرية ٌ … حلت حالتاها في المسرة والقهر

فعافية الاجساد عند ذوي الهدىع وعافية الأطلال عند ذوي الكفرص هنئاً لسلطان البرية سيرة سقط شطرين من ص … مزهرة الأوراق بالأنجم الزهر

هنيئاً لاجلاب المدائح والرجا … لقد أصبحت تجري إلى ملك تجري

يبيع ولكن بالكلام نفائساً … من المال تلقاها غداً جمّة الوفر

ويبتاع لكن بالنفيس غوالياً … من الحمد إلا أنه عاطر النشر

غنينا عن السبع البحار بأنملٍ … أفيضت كما يغنى عن السبع بالعشر

وأحييت للآداب علماً ومعلماً … بنعماء تقري بالفوائد أو تقري

وجوهُ دنانير سبقنَ بمعجزٍ … ترينا وجوهَ التم في أول الشهر

سبقنَ وان لم يشتكي الفقر بالغنى … وقابلنَ من لم يشتكي الكسر بالجبر

كذلك أذهان الملوك نقية ٌ … ترى في مراة العقل أيان يستقري

تأملت ما تعطى الملوك من النهى … فعوذت فرداً بالثلاث من الحجر

أحقاً أراني في ثرى عتباته … نباتاً يحيي واكفَ المزن بالزهر

وأنشدت امداحاً تقول لمن أتت … مدحتك بالشعرى وغيرك بالشعر