بدأ الطيفُ بالجميل وزارا – أحمد شوقي
بدأ الطيفُ بالجميل وزارا … يا رسولَ الرضى وقيت العثارا
خذ من الجفن والفؤاد سبيلا … وتيممْ من السويداء دارا
أَنت إن بتَّ في الجفون فأَهلٌ … عادة النور ينزل الأبصار
زار ، والحربُ بين جفني ونومي … قد أعدّ الدجى لها أوزارا
حسن يا خيالُ صنعك عندي … أَجملُ الصنعِ ما يُصيبُ افتقارا
ما لربِّ الجمالِ جارَ على القلـ … ـبِ، كأَن لم يكن له القلبُ جارا؟
وأرى القلبَ كلما ساءَ يجزيـ … ـه عن الذنب رقَّة ً واعتذارا
أجريحُ الغرامِ يطلب عطفاً … وجريحُ الأَنام يطلب ثارا؟
أَيها العاذلون، نِمتم، ورام السُّـ … ـهدُ من مقلتيَّ أَمراً، فصارا
آفة النُّصح أن يكونَ لجاجاً … وأذى النصحِ أن يكون جهارا
ساءَلَتْني عن النهار جفوني … رحمَ اللهُ يا جفوني النهارا
قلن: نَبكيه؟ قلت: هاتي دموعاً … قلْن: صبراً، فقلت: هاتي اصطبارا
يا لياليَّ، لم أَجِدْكِ طوالاً … بعد ليلي ، ولم أجدْك قصارا
إن مَنْ يحملُ الخطوبَ كباراً … لا يبالي بحلمهن صغارا
لم نفقْ منك يا زمان فنشكو … مُدْمنُ الخمر لا يُحس الخُمارا
فاصرف الكأس مشفقاً ، أو فواصلْ … خرج الرشدُ عن أَكُفِّ السُّكارى