بالوَرْدِ كُتْباً، وبالرَيَّا عناوينا – أحمد شوقي
رأيت على لوحِ الخيال يتيمة ً … قضى يومَ لوسيتانيا أَبَواها
فيا لك من حاكٍ أمين مُصدَّقٍ … وإن هاج للنفس البُكا وشجاها
ولا أُمَّ يَبغي ظِلَّها وذَراها … وقُوِّضَ رُكْناها، وذَلَّ صِباها
زكم قد جاهد الحيوانُ فيه … وخلَّف في الهزيمة حافريه
وليت الذي قاست من الموت ساعة … كما راح يطوي الوالدين طواها
كفَرْخٍ رمى الرامي أَباهُ فغالهُ … فقامت إليه أمُّهُ فرماها
ودبَّابة ٍ تحتَ العُباب بمَكمَنٍ … أمينٍ ، ترى الساري وليس يَراها
هي الحوتُ، أَو في الحوت منها مَشابِهٌ … فيها إذا نَسِيَ الوافي، وباكِينا
أبثُُّ لأصحابِ السُّفين غوائلا … وأَربُعٌ أَنِسَتْ فيها أَمانينا
خؤونٌ إذا غاصتْ، غدورٌ، إذا طَفت … ملعَّنة ٌ في سحبها وسُراها
فآبَ مِنْ كُرَة ِ الأَيامِ لاعِبُنا … وتَجني على من لا يخوض رَحاها
فلو أَدركت تابوت موسى لسَلَّطتْ … عليه زُباناها ، وحرَّ حُماها
وغاية ُ أمرهِ أنّا سمعنا … لسان الحال يُنشدنا لديه
ولو لم تُغَيَّبْ فُلْكُ نُوحٍ وتحْتَجِبْ … لما كان بحرٌ ضمَّها وحواها
أليس من العجاب أن مثلي … يَرَى ما قلَّ مُمتِنعاً عليه؟
وأفٍّ على العالم الذي تدَّعونه … إذا كان في علم النفوس رَدَاها