اليمن حجه – عزالدين زيلع

بليلٍ كئيب بعدما دربه انحرف
مضى مثل ما يمضي الى غيره الترف

إلى حيث يلقى الأمن مما يسوءه
ومما يسوء الوجه والروح والشرف

وفي قلبه المجروح آثاره التي
بناها مع التحسين من طينة الشغف

وأيضا بيوتٌ احرقوها ومن بها
وشوق مع الجدران يستنشق الاسف

وجزءا كبيرا اغرق الدمع اهله
ولازالت الامتار تهوي اذا ذرف

واثار نار اطفأوها وغادروا
وبدرا من الافاق قد لاح وانخسف

وآباره الثكلى من الماء أصبحوا
يعدونها قبرا ويرموا بها الجيف

وقدرا من الأفكار يغلي وكلما
خبت ناره يرمي لها الويل والتلف

قطيع من الخذلان يجرون حوله
ومن لا يجيد الجري يأويه من زحف

وحزنا على مافات اذ كان بينهم
وحزنا على ما جاءه بعدما عرف

حزين على الحزنين خلف ابتسامة

كأن ابتسام الحزن شيء من الخرف

بليل طويل باعد الحزن بينه
وبين الأماني وارتدى الهم كالتحف

ولم يبق في محرابه غير نظرة
يغطي بها من عورة الروح ما انكشف

لقد كان بالأحباب والحب قانعا
ولازال فيهم متعب الحال ما انصرف

وماذا من الدنيا سيحييه غيرهم
ومن ذا سواهم ان تأذى او ارتجف

وأنفاسه مثل الأماني تساقطت
كما تسقط الاغصان بالفأس والسعف

طويل هو الصبر الذي صار صاحبا
لمن يبتغي حلما من الناس او هدف

الا ايها النائي عن الناس إن يكن
مناك الذي اعياك فالكون ما وقف

وإن كنت في نصف المعاناة انما
نرى البدر شيئاً من جمال اذا انتصف

عزالدين زيلع

كلمات: عزالدين زيلع

2022