الوداع الأخير – بهيجة مصري إدلبي

ماذا أقول

وأدمعي صارت مرايا للحداد

تشف عن وهم الحياة

وتيبّست

فوق الشفاه الأغنيات

والعشب صلى في الدروب

على بساط الياسمين

غفت على أحزانها

الكلمات

واحترق الهواء

رأيت فيما رأيت

أطياراً تهَّدل ريشها

تغفو على الشرفات

يقلقها الغناء

أَتركتنا

لا نجم يطلع في ليالينا

ولا قمر ؟

قل كيف بعدك

تهدل الأشعار في أحلامنا

قل كيف يحلو في الهوى

السمر

جاء الذين تحبهم

خلف الجنازة يسألون

عن الحبيبْ

أَسَمعتَ آهات النحيبْ ؟

أم كنت مشغولاً تخط قصيدة للشام

من صمت المغيبْ

حملوك

قالوا:

ما رأيناه ينام بنعشه

قالوا رأينا

كل أشجار النخيل

قد انحنت

فوق الحشود

فلربما

ناداه صوت الشام

عاد يضمها

والروح تعتذر

ورأيت حين أتيت

والخطوات غصت بالطريق

رأيت عينيك استعارتها العيونْ

وقصائداً تلقى بلون الياسمينْ

وسمعت صوتك

حين يسكنه الجنونْ

وتقول عودي للقصائد والحنينْ

فأنا أنام هناك مابين السطورْ

أنا ما رحلت فكفكفي الدمع الغزيرْ

أنا لا أزال

أ نام في كل الجراح

أعانق الوطن الكبيرْ