اللهُ كاف فَمَا لِي دُونَهُ كَافِ – أبو العتاهية

اللهُ كاف فَمَا لِي دُونَهُ كَافِ … عَلَى اعْتِدَائِي عَلَى نَفْسِي وإسْرَافِي

تشرَّفَ النَّاسُ بالدُّنيَا وقَدْ غِرقُوا … فِيهَا فَكُلٌّ علَى أمواجِهَا طافِ

هُمُ العَبيدُ لدارٍ قَلْبُ صاحِبِها، … ما عاشَ، منها على خوْفٍ وَإيجافِ

حسبُ الفتَى بتقَى الرّحمانِ منْ شرفٍ … وما عَبيدُكِ، يا دُنْيا، بأشرافِ

يا دارُ كمْ قد رَأينا فيكِ مِنْ أثَرٍ، … يَنعَى المُلُوكَ إلَينَا، دارِسٍ، عافِ

أوْدَى الزّمانُ بأسْلافي، وخَلّفَني، … وَسوْفَ يُلْحِقُني يَوْماً بأسْلافي

كأنَّنَا قَدْ توافيْنَا بأجمعِنَا … فِي بَطْنِ ظَهْرٍ عَلَيْهِ مدرَجُ السَّافِي

أُخَيّ عِندي مِنَ الأيّامِ تجْرِبة ٌ، … فِيمَا أظُنُّ وعِلْمٌ بارِعٌ شافِ

لاَ تمشِ فِي النَّاسِ إلاَّ رحْمَة ً لَهُمُ … وَلا تُعامِلْهُمُ إلاّ بإنْصَافِ

واقطعْ قُوَى كُلّ حِقْدٍ أنْتَ مضمِرُهُ … إنْ زَالّ ذو زَلّة ٍ، أوْ إنْ هَفا هافِ

وَارْغَبْ بنَفْسِكَ عَمّا لا صَلاحَ لهُ، … وَأوْسِعِ النّاسَ مِنْ بِرٍ، وَإلْطافِ

وإنْ يَكُنْ أحدٌ أوْلاَكَ صالحَة ً … فكافِهِ فَوْقَ ما أوْلى بأضْعافِ

ولاَ تكشِّفْ مسيئاً عنْ إساءَتِهِ … وَصِلْ حِبالَ أخيكَ القاطعِ، الجافي

فتستّحقَّ منَ الدُّنيَا سَلاَمَتَهَا … وَتَسْتَقِلَّ بعِرْضٍ وافِرٍ، وَافِ

ما أحسَنَ الشّغلَ في تَدبيرِ مَنفَعَة ٍ، … أهلُ الفَراغِ ذوُو خوْضٍ وَإرْجافِ