الفراق – إبراهيم ناجي

يا ساعة الحسرات والعبرات … أعصفت أم عصف الهوى بحياتي

ما مهربي ملأ الجحيم مسالكي … وطغى على سُبُلي وسد جهاتي

من أي حصن قد نزعت كوامنا … من أدمعي استعصمن خلف ثباتي

حطمت من جبروتهن فقلن لي … أزف الفراق فقلت ويحك هاتي

أأموت ظمآناًوثغرك جدولي … وأبيت أشرب لهفتي وولوعي

جفت على شفتي الحياة وحلمها … وخيالها من ذلك الينبوع

قد هدني جزعي عليك وادعي … أني غداة البين غير جزوع

وأريد أشبع ناظري فأنثني … كي أستبينك من خلال دموعي

هان الردى لو أن قلبك دار … أأموت مغترباً وصدرك داري

يامن رفعت بناء نفسي شاهقاً … متهلل الجنبات بالأنوار

اليوم لي روح كظل شاحب … في هيكل متخاذل الأسوار

لو في الضلوع أجلت عينك أبصرت … منهارة تبكي على منهار

لا تسألي عن ليل أمس وخطبه … وخذي جوابك من شقي واجم

طالت مسافته علي كأنها … أبد غليظ القلب ليس براحم

وكأنني طفل بها وخواطري … أرجوحة في لجها المتلاطم

عانيتها والليل لعنة كافر … وطويتها والصبح دمعة نادم