الشيبُ أحلمُ والشبيبة ُ أظرفُ – ابن الرومي

الشيبُ أحلمُ والشبيبة ُ أظرفُ … والرُّشْد أسلمُ والغواية ُ أترفُ

ذهبَ الشبابُ فبان ما لا يُرتجى … وأتى المشيب فجاء ما لا يُصرفُ

وكلاهما لابدّ منه لمن نجا … من أن يعاجله ردى مُسْتسلفُ

والمرءُ أما من مخاوف دهره … فحَرى ً وأما بالمُنى فمسوَّف

ولربماعدلتْ عليك صروفُهُ … فأصابك المأمولُ والمتخوَّف

أصبحت أنظر في الأمور فأجتوي … منها عيوبَ عواقبٍ تتكشف

والشيبُ أغراني بذاك ولم يزل … يُغري الغويَّ برشده ويعنِّف

عجباً لذمِّي ما يزيدُ هدايتي … غضباً لآخر كان بي يتعسَّف

سقت الشباب سجالٌ غيثٍ وكف … يروينه وسجالُ دمع ذُرَّفُ

وأظلَّ أزماناً خلتْ ومعاهداً … ورَقٌ تظل غصونُه تتعطف

أيامَ يُنسيني الخطوبَ وذكرَها … شرخُ الشبيبة ِ والصِّبا والقَرقف