السماء – إيليا أبو ماضي

لا تَسَلني عَنِ السَماءِ فَما عِندِيَ … إِلّا النُعوتُ وَالأَسماءُ

هِيَ شَيءٌ وَبَعضُ شَيءٍ … وَحيناً كُلُّ شَيءٍ وَعِندَ قَومٍ هَباءُ

فسماء الراعي كما يتمناها … مروج. فسيحة خضراء

تلبس التير مئزرا ووشاحا … كلما أشرقت وغابت ذكاء

أبَداً في نَضارَةٍ لا يَجُفُّ العُشـ … ــبُ فيها وَلا يَغيضُ الماءُ

وهي عند الأم التي اخترم … الموت بنيها، وضلّعنها العزاء

مَوضِعٌ لا يَنالَهُم فيهِ ضَيمٌ … لا وَلا يُدرِكُ الشَبابَ الفَناءُ

وكذا يولد الرّجاء من اليأس … إذا مات في القلوب الرجاء

وهي عند الفقير أرض وراء … الأفق، فيها ما يشتهي الفقراء

لا يخاف المثري، ولا كلبه الضاري … ، ولا لامرىء به استهزاء

وهي عندالمظلوم أرض كهذي … الأرض لكن قد شاع فيها الإخاء

يجمع العدل أهلها في نظام … مثلما يجمع الخيوط الرداء

لا ضعيف مستعبد، لا قويّ … مستبد؛بل كلهم أكفاء

وهي عند الخليع أرض تميس … الحور فيها، وتدفق الصهباء

كلّ ما النفس تشتهيه مباح … لا صدود، لا جفوة، لا إباء

أكبر الإثم قولة المرء هذا … الأمر إثم، وهذه فحشاء

ليس بين الصّلاح والشر حد … كالذي شاء وضعه الإنبياء

وَإِذا لَم يَكُن عَفافٌ وَفِسقٌ … لَم تَكُن حِشمَةٌ وَلا اِستِحياءُ

كُلّ قلبٍ له السّماء الذي يهوى … وإن شئتَ كلّ قلبٍ سماءُ

صور في نفوسنا كائنات … ترتديها الأفعال والأشياء

رُبَّ شَيءٍ كَالجَوهَرِ الفَردِ فَذِّ … عَدَّدَتهُ الأَغراضُ وَالأَهواءُ

كلّ ما تقصر المدارك عنه … كائن مثلما الظنون تشاء