البلبل والوردة – أحمد مطر

بُلبُلٌ غَرَّدَ

أصغَتْ وَردَةٌ

قالتْ لهُ

أسمعُ في لحنِكَ لونا

وردةٌ فاحتْ

تملّى بُلبُلٌ

قالَ لها : ألمَحُ في عِطرِكِ لحنا

لونُ ألحانٍ وألحانُ عبيرْ ؟

نَظرٌ مُصغٍ وإصغاءٌ بصيرْ ؟

هلُ جُننّا ؟

قالتِ ألا نسامُ : كلاّ لم تجُنّا

أنتُما نِصفاكُما شكلاً ومعنى

وكلا النّصفينِ للآخرِ حَنّا

إنّما لم تُدرِكا سِرَّ المصيرْ

شاعِرٌ كان هُنا يوماً فغنّى

ثُمّ أردَتْهُ رصاصاتُ الخَفيرْ

رفْرَفَ اللّحنُ معَ الرّوحِ

وذابتْ قَطَراتُ الدَمِ في مجرى الغديرْ

مُنذُ ذاكَ اليومِ

صارتْ قطَراتُ الدَّمِ تُجنى

والأغانيُّ تطيرْ