الإله – أحمد مطر

لهذا الإله أصعر خدي

أهذا الذّي يأكُلُ الخُبزَ شُرْباً

وَيَحسَبُ ظِلَّ الذُّبابةِ دُبّاً

وَيمَشي مكباً

كما قد مَشى بالقِماطِ الوَليدْ؟

أهذا الّذي لم يَزَلْ ليسَ يَدْري

بأيِّ الولاياتِ يُعنى أخوهُ

وَيَعْيا بفَرزِ اسمهِ إذ يُنادى

فِيحَسبُ أنَّ اُلمنادى أبوهُ

ويجعَلُ أمْرَ السَّماءِ بأمرِ الّرئيسِ

فَيَرمي الشِّتاءَ بِجَمْرِ الوَعيدْ

إذا لم يُنَزَّلْ عَليهِ الجَليدْ ؟

أهذا الَذي لا يُساوي قُلامَةَ ظُفرٍ

تُؤدّي عَنِ الخُبزِ دَوْرَ البَديلِ

ومِثقالَ مُرٍّ

لِتخفيفِ ظِلِّ الدِّماءِ الثّقيلِ

وَقَطرةَ حِبْرٍ

تُراقُ على هَجْوهِ في القَصيدْ؟

أهذا الغبيُّ الصَّفيقُ البَليدْ

إلهٌ جَديدْ ؟

أهذا الهُراءُ إلهٌ جَديدْ

يَقومُ فَيُحنى لَهُ كُلُّ ظَهْرٍ

وَيَمشي فَيَعْنو لَهُ كُلُّ جِيدْ

يُؤنِّبُ هذا ويَلعَنُ هذا

وَيلطِمُ هذا وَيركَبُ هذا

وَيُزجي الصَّواعِقَ في كُلِّ أرضٍ

وَيَحشو الَمنايا بِحَبِّ ا لَحصيدْ

وَيَفعَلُ في خَلْقِهِ ما يرُيدْ ؟

لِهذا الإلهِ أُصَعِّرُ خَدّي

وأُعلِن كُفري وأُشهِرُ حِقدي

وأجتازُهُ بالحذاءِ العَتيقِ

وأطلُبُ عَفْوَ غُبارِ الطّريقِ

إذا زادَ قُرباً لِوَجْهِ الَبعيدْ

وأرفَعُ رأسي لأَعلى سَماءٍ

ولو كانَ شَنْقاً بحَبْلِ الوَريدْ

وأَصْرُخُ مِلءَ الفَضاءِ المديدْ

أنا عَبدُ رَبِّ غَفورٍ رَحيمٍ

عَفُوٍّ كريمٍ

حكيمٍ مَجيدْ

أنا لَستُ عبداً لِعبْدٍ مَريدْ

أنا واحِدٌ مِن بقايا العِبادِ

إذا لم يَعُدْ في جميعِ البلادِ

ِسوى كُومَةٍ من عَبيدِ العَبيدْ

فأَنْزِلْ بلاءَكَ فَوقي وتحتي

وَصُبَّ اللّهيبَ ورُصَّ الحَديدْ

أنا لن أحيدْ

لأنّي بكُلِّ احتمالٍ سَعيْد

مَماتي زَفافٌ وَمَحْيايَ عِيدْ

سَأُرغِمُ أنفَكَ في كُلِّ حالٍ

فإمّا عَزيزٌ وإمّا شَهيدْ