إن كان فوق الشمس للساعي قدمْ – مهيار الديلمي

إن كان فوق الشمس للساعي قدمْ … يسمو لها محلِّقٌ من الهممْ

فابغِ وراءَ ما بلغتَ غاية ً … واطلب مزيدا في الذي نلت ورُمْ

لم يدع الكمالُ فيك خلّة ً … يقال فيها ليت ذا النقصانَ تمّْ

إلا الخلودَ فتملَّ خالدا … كما تشاء وبرغم من رغمْ

على الزمان طيَّه ونشرهتميس من ملكك في مُفاضة ٍتردُّ فضل ذيلها على القَدَمْ … وأنت غضٌّ محدثٌ على القدمْسقط بيت ص

حصينة ٍ لم يختلّلْ سردها … نافذة ٌ بهمُ أوْ صدعٌ ثلمْ

كم تطلب الأعداءُ فيك مغمزا … تفنى الضُّروسُ والحصى لم ينعجمْ

ويحسبون عثرة ً ومتعبٌ … ناظرُ عثراتِ النجوم في الظُّلمْ

أضغاث ليلٍ ضاحكت بروقها … حقيقة َ الصبح ومن نام حلمْ

قد علم الله صلاحَ خلقه … على يديك فقضى بما علمْ

والملكُ مذ ضممته يعرف من … يفتح باعيه عليه ويُضمّْ

وكيف رضتَ طفله على الصِّبا … وكيف رشت شيخه على الهرمْ

يوما أخٌ مساهمٌ بنفسه … في جلِّما ناب ويوما أنت عمّْ

وطائرٍ من شعبِ الرأى مضى … بدائدا طردك بالذئب الغنمْ

أرسلتَ تدبيرك في أطرافه … يجمع من أقطاره حتى انتظمْ

وحدكَ لم تقدحه عن مشاركٍ … زيدَ ولو شورك بدرٌ ما استتمْ

وقاطعٍ حبلَ الحفاظ خالعٍ … شاور نجما مشرقيّا قد نجمْ

لانت لكفيه العصا فشقَّها … وما درى بأيّ كفٍّ تلتئمْ

ثارَ وعزُّ الدين من أنصارهِ … كواسرُ الجوّ وآسادُ الأجمْ

يزعم لا يرجعُ دون غاية ٍ … لولاك كان صادقا فيما زعمْ

قمتَ إليه بحشى ً ساكنة ٍ … كأنما لقيته ولم تقمْ

تقود شهباءَ جميلا وجهها … ما أُبصِرَتْ قبيحة ً ما تقتحمْ

تمثِّلُ الأشخاصَ فيما صقلتْ … من سابغٍ وافٍ وصمصامٍ خذِمْ

يقطُر ماءُ بيضها وسمرها … علامة ً أنَّ غداً تقطر دمْ

ومستقيماتٍ أبوها أعوجٌ … تقوم من طرق الوغى على لقمْ

عوَّدتها الحربَ فما تفرقُ ما … أوعية ُ العليقِ من فوس اللُّجمْ

وغيره فالتَ أشراكَ الوغى … قبضته مكراً بأشراكِ الكلمْ

جرّدت من فيك له قاطعة ً … يوم الحجاج تقتلُ القرنَ الخصمْ

قال بنو الحرب وقد كتبتها … مالَ على السيفِ وفاءً للقلمْ

إنّ حباء آنفا حبيته … عن المنى كان كثيرا وعظمْ

لا عنقٌ جيداءُ طالت طمعا … في مثله قطّ ولا أنفٌ أشمّ

أخلعة ٌ عليك أم هديّة … إلى الرياض أهديت من الديَمْ

أم من نداك طبعتْ ورُصِّعتْ … بجوهر الأخلاق منكَ والشيمْ

قد كان يُرضى الوزراءَ قبلها … ما أعطي الأتباع منك والخدمْ

ويشكرون ما كسا إذا ضفا … عليهمُ وما امتُطى إذا كرُمْ

ما أهِّلوا لما ابتنى موسِّدا … جلستهم وما سقى وما ختمْ

لا الدرَّ لاثوا عمَّة ً قطّ به … ولا النضارَ سحبوا ذيلا وكُمْ

ولا مشت جيادهم وخرزُ الت … يجان في الأكفالِ منها والُّلجم

قيدتْ لهم مركوبة ً مجنوبة ً … محزَّماتٍ وسوى ذات الحزُمُ

قد كان يُجنى منبتُ التبرِ لها … فخلتها الآن جنى البحرِ الخضمّْ

نعمى أحلَّت بك في محلِّها … ومعشر تغلط فيهمُ النّعمْ

أعلقك المجدَ بلا مساجل … عرضٌ جميعٌ وثراءٌ مقتسمْ

وشيمٌ لم تغتصبها طيبها … أبَّهة ُ الملكِ وتعظيمُ الأممْ

يا ناشر الأمواتِ في إحسانه … ما بالُ حظي وحده تحت الرَّجمْ

نبّهتَ أرزاقَ الورى ورزقي الن … ائمُ والتأميلُ فيك لم ينمْ

يقولُ قومٌ وانبسطتُ واصفا … حالي لهم ويعهدوني أحتشمْ

يقدمُ فخر الملكِ ثمّ تنجلي … غاشية ُ الليل إذا الصبحُ قدِمْ

فقلت قد أسلفته شكاية ً … لو قد وفى لرقَّ منها ورحمْ

وقد رأى حاليَ قبلَ سيره … لحما كما ترونها على وضمْ

لكنني استزدته فقال لي … ناصحهم إن تستزد فلا جرمْ

العتبُ ذنبٌ قلت إني تائبٌ … شريطة ُ التوبة ِ تركٌ وندمْ