إنْ كنتَ قاتلَها فبالأنداءِ – مصطفى صادق الرافعي

إنْ كنتَ قاتلَها فبالأنداءِ … أوكنتَ دافنها ففي الأحشاءِ

واحمل جنازتها على عنقِ الصبا … واقطعْ لها كفناً من الظلماءِ

وادعُ الخمامَ ينوحُ ساعةَ دفنها … واغسلْ زجاجتها بماءِ بكائي

ولها عليكَ وصيةٌ مرعيةٌ … أنْ لا يشبّعها سوى الندماءِ

بينا تُعادُ الروحُ للأمواتِ إذ … هي تخمدُ الأرواحَ في الأحياءِ

وإذا أدرتَ صحونها نظروا لها … فكأنَّها في دعوةِ البخلاءِ

خذها بثاري إنها شربتْ دمي … ودمي عزيزٌ يفتدى بدماءِ

فتانةٌ بمزاجها فكأنهُ … لمعُ السرابِ تلوحُ في الرمضاءِ

يا وجنةَ الحسناءِ ضرَّجها الحيا … لم أدرِ أيكما من الحسناءِ

يا ريقةَ اللمياءِ تلعبُ بالنهى … لم أدرِ ايكما من الصَّهباءِ

راحٌ وروحٌ كأسها أم تلكَ من … نارٍ ونورٍ أم شهابُ سماءِ

ومدامةٍ أم لوعةٍ أم دمعةٍ … حمراً جرتْ من أعينٍ بيضاءِ

أسماءُ خُصّصَ علمهنَّ بآدمٍ … يا ليَت لي علماً من الأسماءِ