إنا فهمنا عنه أمثالالنا – عبدالغني النابلسي
إنا فهمنا عنه أمثالالنا … هو ضارب فينا بخلق أكمل
لم نضرب الأمثال نحن له ولم … نعدل عن النهج القويم الأعدل
يرحمهم دوما وهم في عمى … عنه حمير بالغت في النهيق
ولهم ضربنا قوله الأمثال في … حق الذين تقدموا فتأمل
ظنونهم فيها احتقار لهم … من غير علم عندهم في الطريق
لا تضربوا الأمثال لله الذي … قد قال ذلك في الكتاب المنزل
كل امرئ منهم يظنّ الردى … هو الهدى والظنّ بئس الرفيق
فالله يعلم والبرية كلهم … لا يعلمون بمجمل ومفصل
ومتى رأينا عالما في صورة … كونية قلنا هو الحق الجلي
سكران من خمر جهالاته … يا ليته لو كان يوما يفيق
يا ويح قوم شبهوا ربهم … وقيدوه وهو وهو الطليق
رام الظهور بصورة في عمله … وبها توجه للحضيض الأسفل
يؤذونه سبحانه بالذي … قد نسبوه وهو ما لا يليق
والكل وذ علم ولو بحقيقة … فيما مضى والآن والمستقبل
والحق عنها قد تنزه قبلها … وهو المنزه بعدها عنها العلى
وكم شريك أثبتوه له … به فخرّوا من مكان سحيق
كذا له صاحبة أثبتوا … وولدا قل ذاك عبد رقيق
والحكم فيها قد أتى منه على … ما كان منها في القديم الأول
وهو الذي ما زال عن إطلاقه … وهي التي عن نفيها لم ننزل
وعبدوا الأصنام جهلا وقد … خرّوا إليها سجدا بالحقيق
وعلقوا بالبيت أصنامهم … ودنسوا البيت الحرام العتيق
لكنها ثبتت به منه له … كشفا بعلم ليس بالمتحول
والنار أيضاً عبدوها كما … هم يعبدون الشمس ذات الشريق
وتخصصا بإرادة وتقدّرا … بالقدرة القصوى عن المتأمّل
فاشهده منها مطلقا في نفسه … ومقيدا بخصوصها المتأثل
ويعبدون العجل من جهلهم … وكفرهم بالله وهو المحيق
وهكذا يؤذونه دائما … وهو صبور ماءهم لا يريق
أو شئت فاشهدها به معدومة … لما تزل وهو الشهيد لها الولي
كما حكى القرآن هذا لنا … وكان ما قد كان من كل ضيق
إن لشهادةا والولاية كانتا … للحق حتى صارتا بالحق لي
حتى أتى الله بنور الهدى … وزال عن إشراقه ما يعيق
وأسفر الفجر وفاحت به … حدائق الورد وروض الشقيق