إلى اللَّه أشكو من كساد الجوائب – أحمد فارس الشدياق

إلى اللَّه أشكو من كساد الجوائب … ومن شانئ شانا لها ومشاغب

على أنها بكر الجوائب كلها … ولكنها لم تحظ منهم بخاطب

تبدت بشكل ذي اعتدال فلم يمل … إليها من استهواه ميل المذاهب

فبعضهم شان الكلام مهذبا … وبعضهم يقلى حديث الاجانب

وبعضهم يهوى النسيب بغادة … ووصف عذار دون وصف الكتائب

وما الذنب لي اني افدت ولم افد … وما الذأم بي اني اسغت مشاربي

وابديت منها كل ما راق للنهى … واعجب من راقته ذكرى العجائب

فابصر منها العمى طرف رغائب … واسمع منها الصم فرط غرائب

ولكنها الايام تلوى مقاصدي … وتعكس آمالي بها ومآربي

وكم آثرت تربا على التبر واستوى … لديها صياحا عندليب وناعب

ولو ان قومي انصفوني لنوهوا … بحسن واحسان لها في المخاطب

اتيت بشيء لم ير الناس مثله … فبدع لما لاح بدع المطالب

وهل يسلم الانسان من طعن حاسد … وان لم يكن فيه معيب لعائب

الا لا يخلني شامت ذا اسى على … فوات نصيب منه لي فوت ذاهب

ولكنني آسى على فقد من يرى … هدى النجم في داجي ضلال الغياهب

ومن لم يميز بين ذي الصوت والصدى … ويحرمه الاداب حب المآدب

واني على ما سمت من جهد حالة … وترجمة راض بحمل متاعبي

ولكنني لا ارتضي ان يعيبني … جهول تردى بالخنى والمعايب

فمن شاء ان يأتي بمثل جوائبي … معارضة فليقف اثر ركائبي

والا فلا ينطق بليت ولو ولا … يكن كالذي يرويه آل السباسب

وكم عائب شيا ويحسب انه … مصيب وبعض الظن احدى المصائب

فويلي على لاح يكون مباغضي … بلا سبب طورا وطورا مغاضبي

اذا لم يكن بد من اللوم فليلم … زماني على اني رهين النوائب

وان ليس لي في حرفتي من مقارب … بلى لي منها الف ضد مراقب

فمالي الا ان اقول تاسيا … الى اللَه اشكو من كساد الجوائب