إلى الغادة الزهراء من آل فاضل – جبران خليل جبران

إلى الغادة الزهراء من آل فاضل … إلى الكوكب الوضاح من آل مسعد

تحيات داع للعروسين مخلصا … بأن يبلغا أوجي صفاء وسؤدد

وأن يعمرا عمرا طويلا ويلبثا … بنعماء تفضي كل يوم إلى غد

وأن يمكثا في ألفة ومحبة … يظل غيورا منها كل فرقد

أمينين في جاه الأمين وظله … نكايات أعداء وأعين حسد

أمين بنى للمجد بيتا مشيدا … على الجد أعظم بالبناء المشيد

حذا حذوه ميشيل بل زاد همة … ومن لأبيه بالشباب المجدد

فتى قبل سمح المحيا كأنه … كميت الحميا طاهر القلب واليد

على النفع مقدام عن الضر محجم … إذا ما استبان الرأي لم يتردد

ولو شئت تعدادا لأوصاف آله … لأطربتكم بالحق لا بالتودد

هم الأهل والأحباب والجيرة الأولى … لذكراهم في القلب أشهى تردد

رأينا كمال الأم والبيت عندهم … وحكمة فتيان وعفة خرد

وأيا تعاشر شاهدا كنة أمره … تجد محضة ليس المغيب كمشهد

كفى الود عندي أنهم نبت زحلة … وزحلة لي دار وجارة مولد

قضيت بها عهدا فما زلت راجعا … إليه بقلب شيق متعهد

إلي حبيب قومها وهواؤها … وما ثم من حي وماءه وجلمد

تناظر طوديها بمرآة نهرها … وبهجة ما في ليلها من توقد

بوحي هواها راع شعري إجادة … فأنشده في قومه كل منشد

فإني لما أدري وذاك مكانه … أأخلدته في الناس أم هو مخلدي

أهنيء ميشيل العزيز وآله … أهنيء أزكى غادة طيب محتد

من العنصر الأنقى من المعدن الذي … فرائده مخلوقة للتفرد

عروس بها الحسنان خلقا وخلقة … يقولان سبحان المليك الموحد

ألا فاغنما صفو الحياة وسعدها … وجيئا بنسل صالح متعدد