إقرأ سلامي على منْ لا أسميهِ – بهاء الدين زهير
إقرأ سلامي على منْ لا أسميهِ … وَمَن بروحي منَ الأسواءِ أفديهِ
ومنْ أعرضُ عنهُ حينَ أذكرهُ … فإنْ ذكرتُ سواهُ كنتُ أعنيهِ
أشِرْ بذِكْريَ في ضِمنِ الحَديثِ له … إنّ الإشارة َ في معنايَ تكفيهِ
وأسألهُ إنْ كانَ يرضيهِ ضنى جسدي … فحبذا كلّ شيءٍ كانَ يرضيهِ
فليتَ عينَ حَبيبي في البُعادِ ترَى … حالي وما بيَ من ضُر أُقاسيهِ
هل كنتُ من قوْمِ موسَى في محبّتِهِ … حتى أطالَ عَذابي منهُ بالتّيهِ
أحببتُ كلّ سميّ في الأنامِ لهُ … وكلَّ مَن فيهِ مَعنًى مِنْ مَعانيهِ
يَغيبُ عني وَأفكاري تُمَثّلُهُ … حتى يخيلَ لي أني أناجيهِ
لا ضيمَ يخشاهُ قلبي والحبيبُ به … فإنّ ساكِنَ ذاكَ البَيتِ يَحميهِ
مَنْ مِثلُ قَلبيَ أوْ مَنْ مثلُ ساكنِه … الله يَحفَظُ قَلبي وَالذي فيهِ
يا أحسنَ الناسِ يا من لا أبوحُ به … يا مَنْ تَجَنّى وَما أحْلى تَجَنّيهِ
قد أتعسَ اللهُ عيناً صرتَ توحشها … وأسعَدَ الله قَلباً صرْتَ تأوِيهِ
مولايَ أصبحَ وجدي فيكَ مشتهراً … فكيفَ أسترهُ أمْ كيفَ أخفيهِ
وصارَ ذِكْريَ للواشي بهِ وَلَعٌ … لقد تكلفَ أمراً ليسَ يعنيهِ
فمنْ أذاعَ حديثاً كنتُ أكتمهُ … حتى وَجدتُ نَسيمَ الرّوْض يَرْويهِ
فيا رَسولي تَضَرّعْ في السّؤالِ لَهُ … عَسَاكَ تَعطِفُهُ نَحوي وتَثْنيهِ
إذا سألتَ فسلْ من فيهِ مكرمة ٌ … لا تَطلُبِ الماءَ إلاّ مِن مَجاريهِ