أَقْوتْ معاهدُهُمْ وشطَّ الوادي – الباخرزي
أَقْوتْ معاهدُهُمْ وشطَّ الوادي … فبقيتُ مقنولاً وشطَّ الوادي
وسكرتُ من خمرِ الفراقِ ورقّصَتْ … عَيني الدموعَ على غناءِ الحادِي
فَصبابتي جدُّ وصَـوبُ مَدامعـي … جودٌ ، وصفرة ُ لونِ وجهي جادي
أسعى لأسعدَ بالوصالِ وحقَّ لي … إنَّ السعادة َ في وصـالِ سُعـادُ
قالت، وقد فتّشتُ عنها كلَّ مـن … لاقيتهُ من حاضرِ أو بادِ :
أنا في فؤادكَ فارْمِ لحظَـكَ نَحْوه … تَرَني، فقلتُ لها: فأينَ فؤادي ؟
لم أدرِ من أي الثلاثة ِ أشتكي … ولقد عددتُ فأصـغِ لـلأعدادِ:
من لحظها السيّاف، أم من قدهام … الرمّاحِ، أم من صُدغها الزَّرّادِ ؟
ولكم تمنيتُ الفراقَ مغالطاً … واحتلتُ في استثمارِ عرسِ ودادي
وطمعتُ منها في الوصالِ لأنها … تبني الأمورَ على خلافِ مرادي
هي منَ علمتُ وليسَ لي من بعدها … إلا مراسلة ُ الحمام الشادي
يبكي فأسعدهُ وصدقُ عنايتي … بسُعادَ، تَحملُني عـلى الإسعـاد
في ليلة ٍ من هجرها شتوية ٍ … مَمْدودة ٍ مَخْضوبـة ٍ بمـدادِ
عقمت بميـلادِ الصبـاحِ وإنّهـا … في الامتـداد كليلـة ُ الميـلادِ
ما الرأيُ إلا أن أثيرَ ركائبي … مزمومـة ً مشدودة َ الأقتـادِ
من كلِّ مشرفة ٍ كهيكلِ راهبٍ … تصف النجـاء بمـرسنٍ مُنقادِ
ضرغـامِ عرِّيسٍ وحُوتِ مَخاضة ٍ … وعُقابِ مَـرقبـة ٍ وحيّـة ِ وادِ
نقشت بحيثُ تناقلت أخفاقها … عَدوّة في الأجنـادِ من أَفرادها
أَرمي بها البيـداء تَفْـرقُ جنّهـا … فيها ، وترميني إلى الآمادِ
حتى تنيخَ بروضة مرهومة … كمُرادهـا دَمَثـاً وخصبَ مُرادِ
فحصَ النسيمُ ترابَهـا فانشقَّ عـن … نهـرٍ كتنسيمِ الرحيـقِ بَـرَادِ
وخَلا الذبابُ بأيكـها غَـرِداً عـلى … أعوادِهـا كالمُطـربِ العَـوّاد
وتَرعرعتْ فيهـا أُطَيفـالُ الكَلا … مُمْتكّة ً ضرعَ الغَمامِ الغـادي
ونضا سرابيلَ المذلة جارها … واجتابَ غراً سابغَ الأبرادِ
هي حضرة ُ الشيخِ العميد ولم تزل … شربَ العطاشِ ومسرحِ الـورّاد