أَقْرِيءِ الْقَوْمَ سَلاَمِي وَاعْتِذارِي – خليل مطران

أَقْرِيءِ الْقَوْمَ سَلاَمِي وَاعْتِذارِي … حَجَبَتْني عِلَّةٌ فِي عُقْرِ دَارِي

عَاوَدَتْنِي جَارَةُ السَّوْءِ الَّتِي … فارَقَتْنِي مُنْذُ أَيَّامٍ قِصَارِ

أَسَرَتْنِي مَرَّةً ثَانِيَة … بَعْدَ ظَنِّي أَنَّهَا فَكَّتْ إِسَارِي

إِنْ تَنَلْ عَابِدَ شمْسٍ نَارُهَا … لاَ يَدِنْ بَعْدَ تَوَلِّيَهَا بِنَارِ

مَا بِجِسْمِي مِنْ بَقَايَا هِمَّتِي … غَيْرُ ضَعْفٍ وَالتِوَاءٍ وَانْكِسَارْ

بِيَ وَقْرٌ يُشْبِهُ الشَّيْءَ الَّذِي … فِي أَولِي الجَّاهِ يُسَمَّى بِالْوَقَارِ

كَانَ لِي بِالأَْمْسِ جَأْشٌ رَابِطٌ … فَغَدَا يُنْكِرُهُ الْيَوْمَ دُوَارِي

إِنَّمَا دَهرِيَ عَنْكُمْ عَاقَني … فَأَنَا الْقَاعِدُ لَكِنْ بِاضْطِرارِ

لَوْ بِغَيْرِ السَّعْيِ أَوْ مَوْضِعِهِ … كَانَ خَطْبِي لَمْ أَؤَخِّرْ بِاخْتِيَارِي

يَا أَخِي سَركِيسُ قُلْ عَنِّي عَلَى … مَلإِ النَّاسِ لِمُصْغٍ بِاعْتِبَارِ

أَجْدَرُ الخَلْقِ بِحَمْدٍ مَنْ رَعَى … تَاعِسَاتِ الْجَدِّ فِي النَّشْءِ الصِّغَارِ

آلُ لُطْفِ اللهِ مَا زَالُوا عَلَى … عَهْدِهِمْ أَهْلَ المَقَامَاتِ الكِبَارِ

يَتَبَارَوْنَ رِجَالاً بِالنَّدَى … وَنِسَاءً ذَلِكُمْ نِعْمَ التَّبَارِي

بَارَكَ اللهُ لَهُمْ فِي مَالِهِمْ … وَوَقَاهمْ كُلَّ غَبْنٍ وَخَسَارِ

وَجَزَى بِالخَيْرِ مَنْ آزَرَهُمْ … فِي المُرُوءَاتِ مِنَ الْقَوْمِ الْخِيَارِ

شِيدَ هَذَا المَشْغلُ الثَّبْتُ عَلَى … نِعَمٍ مِنْ أَلْطَفِ الأَْيْدِي جَوَارِ

حَبَّذا الْقَوْمُ هُنَا مِنْ فِتْيَةٍ … قَدْ دَعَا البِرُّ فَوَفُّوْا بِابْتِدَارِ

وَعَقِيلاتٍ بِمَا يُحْسِنَّهُ … زِينَةُ الدُّنْيَا وَعُمْرَانُ الدِّيَارِ

هَكَذا الْفَضْلُ وَفِيتُمْ أَجْرَهُ … وَكُفِيتُمْ مَعَهُ كُلَّ عِثَارِ

إِنَّمَا الزَّوْجَانِ حَيْثُ ابْتَغَيَا … غَايَةَ الْخَيْرِ بِعَزْمٍ مُتبَارِ

كَالنَّدَى فِي وَحْدَةِ اللَّفظِ لَهُ … مَعْنَيَانِ اقْتَسَمَا حُسْنَ الْجِوَارِ

فَهُوَ الْجُودُ بِهِ تُبْنَى الْعُلَى … وَهُوَ الْقَطْرُ بِهِ رِيُّ الأُوَارِ