أَحَقٌّ أَنَّهُ أَودى يَزيدُ – صريع الغواني

أَحَقٌّ أَنَّهُ أَودى يَزيدُ … تَأَمَّل أَيُّها الناعي المُشيدُ

تَأَمَّل مَن نَعَيتَ وَكَيفَ فاهَت … بِهِ شَفَتاكَ كانَ بِها الصَعيدُ

أَحامى المَجدِ وَالإِسلامِ أَودى … فَما لِلأَرضِ وَيحَكَ لا تَميدُ

تَأَمَّل هَل تَرى الإِسلامَ مالَت … دَعائِمُهُ وَهَل شابَ الوَليدُ

وَهَل شيمَت سُيوفُ بَني نِزارٍ … وَهَل وُضِعَت عَلى الخَيلِ اللُبودُ

وَهَل تَسقي البِلادَ عِشارُ مُزنٍ … بِدِرَّتِها وَهَل يَخضَرُّ عودُ

أَما هُدَّت لِمَصرَعِهِ نِزارٌ … بَلى وَتَقَوَّضَ المَجدُ المَشيدُ

وَحَلَّ ضَريحَهُ إِذ حَلَّ فيهِ … طَريفُ المَجدِ وَالحَسَبُ التَليدُ

أَمّا وَاللَهِ لا تَنفَكُّ عَينَي … عَلَيكَ بِدَمعِها أَبَداً تَجودُ

فَإِن تَجمُد دُموعُ لَئيمِ قَومٍ … فَلَيسَ لِدَمعِ ذي حَسَبٍ جُمودُ

أَبَعدَ يَزيدَ تَختَزِنُ البَواكي … دُموعاً أَو تُصانُ لَها خُدودُ

لِتَبكِكَ قُبَّةُ الإِسلامِ لَمّا … وَهَت أَطنابُها وَوَهى العَمودُ

وَيَبكِكَ شاعِرٌ لَم يُبقِ دَهرٌ … لَهُ نَشَباً وَقَد كَسَدَ القَصيدُ

فَمَن يَدعو الإِمامَ لِكُلِّ خَطبٍ … يَنوبُ وَكُلَّ مُعضِلَةٍ تَؤودُ

وَمَن يَحمي الخَميسَ إِذا تَعايا … بِحيلَةِ نَفسِهِ البَطَلُ النَجيدُ

فَإِن يَهلِك يَزيدُ فَكُلُّ حَيٍّ … فَريسٌ لِلمَنِيَّةِ أَو طَريدُ

أَلَم تَعجَب لَهُ أَنَّ المَنايا … فَتَكنَ بِهِ وَهُنَّ لَهُ جُنودُ

لَقَد عَزّى رَبيعَةَ أَنَّ يَوماً … عَلَيها مِثلَ يَومِكَ لا يَعودُ