أَتَيتُ لِبابك العالي بَذلي – عائشة التيمورية

أَتَيتُ لِبابك العالي بَذلي … فَاِن لَم تَعف عَن زللي فَمن لي

مقرا بِالجنايَة وَاِمتِثالي … لاِمرِ النَفسِ في عقدي وَحلي

وَمُعتَرِفا بِأَوزارِ ثِقال … أَقاد لحملها طوعا لِجَهلي

أَقر بِزلتي من قبل كَي لا … تَقر جَوارِحي بِالذَنبِ قَبلي

أَتَيت وَلي ذُنوب لَيسَ تُحصى … اِقولُ لِراحمي بِالعَفوِ كُن لي

وَلَم اِعدد لِذاكَ الحي زادا … اِذ الاِظعان قَد قامَت بِحَملي

وَكَم طافَ الغُرور بِراح عَجب … عَلى وَلم اِفق من فرق خبلى

وَهمت بِغَفلَتي في عَيب غَيري … وَما أَنا محفل لِلعَيبِ كُلّي

ضللت عَنِ السَبيلِ وَلَم احله … وَهَل يَبدو الرَشادُ لِعَين مِثلي

سَعت نَفسي بِأَن أَمشي مُكبا … عَلى وَجهي لِطاعَتِها فَوَيلي

هَداني ناصِحي فَاِزددت غَبا … وَقُلتُ لِمُرشِدي بِالزَجر وَلى

اِراكَ بلمتي يا شَيب عظني … وَقُل حانَ الرَحيل غَدا لعلي

فَأَول ما تَرى حَدث مَهول … تَهيل ثَراه كَف أَخ وَخل

وَقَد رَجَعوا كَأَن لَم يَعرِفوني … وَهم نَسي وَأَبنائي وَأَهلي

وَتَشتَغِل البنون بِقسم مال … أَنا بِسُؤالِهِ في عظم شغل

فَأَنتَ لِو حدبي وَلكل عاص … لَه رحماكَ من بَعدي وَقَبلي