أيها الماجدُ الذي بهرَ المُدْ – ابن الرومي
أيها الماجدُ الذي بهرَ المُدْ … داحَ مجداً وجاوزَ الأَوْصافا
لا عدِمْتَ الفلاحَ ياجامعَ البِرْ … ر مسيراً ومُنْتَوى ً وانصرافا
طُفْتَ بالبيتِ ثم أُبْتَ من الحَجْ … جِ فأصَبْحتَ للعفاة مَطافا
زُرتَ بغداد زورة الغيث أغْفَى … بالقُرى وهو زائرٌ فأضافا
وكفَتْ بالندى يداكَ على النا … سِ وما زلتَ عارِضاً وكَّافَا
فتَعدَّوْا على الزمان بعَدْوا … كَ وكانوا لا يأملون انتصافا
قلتُ لما رأيتُ ملتمِسي … عُرْفُكَ عرْفاً إليكَ بل أعرافا
نصر اللَّه سيداً أصبح الناس … سُ على صُلْبِ ماله أحْلاَفَا
وَلَعمري لقد نُصِرت بأن … عُوِّضتَ حَمْداً وجَنة ً ألفافا
ولئن أتْلَفَتْ يميناك عَرضاً … لَبِعرض وَقيتَه الإتلافا
ودعاني يا ابن الملوك إلى فَضْ … لك فضلٌ بَذَلْتَهُ إسرافا
فأعِذني منْ أنْ أرى بين ظَنِّي … ويقيني في ما رجوتُ اختلافا
أو أرى المجد قاعداً ليَ عن … كفِّك وعداً مثمراً إخلافا
وأنِلْني يا من رأيت سُؤالِي … ه سواءً في نَيْله والعفافا
لا يكن حسرة ً نداك على النف … س فأقنى الغنى وأرضى الكَفافا
وكفاني بها وعيداً لواع … صان حوض المعروف عن أن يُعافا
يعتدي سيداً مرجّى ً مَخوفاً … فإذا أسخط المرجِّين خافا
ليست الإِمرة ُ التي تتولَّى … بالهُوَيْنا فلاَ تَسُسْهْا جُزافا
إنما إمرة ُ الجواد على الأح … رار فاعدل وأعمل الإنصافا
لا تدع معشراً سماناً يَكظو … ن سماناً وآخرين عجافا
أعقب المُجدِبين من أهل خصب … قد رَعَوْا روضك المريع ائتنافا
وأدِلْ مُعطشيكَ من أهل ريٍّ … شربوا العرف من يديك سُلافا
أو تطوَّلْ على الجميع فقد أو … تيْتَ عند اكتنافهم أكنافا
أنت نعم المُضيفُ والناس أضيا … فُك فاعمُم ببرِّك الأضيافا
فحرامٌ عليك تبْدية الأذْ … ناب حتى تقدِّم الأعرافا
ومن الجَوْر والعُنود عن الحقْ … قِ وبعض الأحكام تجري اعتسافا
شاعر سلَّف الثناء وأكدى … وابن صمتٍ يسلَّف الأسلافا
لا يخيبنَّ ناظمٌ لك سمِطاً … بات يفري عنْ دُره الأصدافا
صُنْ مديحي ومطلبي عن أناسٍ … لم أزلْ عن لقائهم صدَّافا
جُعلوا قبلة َ الرجاء وصدواً … بجدواهمُ فبُدِّلوا أهدافا
معشرٌ ينكرون معرفة َ العُرْ … ف ويأبى هناكَ إلا اعترافا
فليعظك امرؤٌ غدا في يديه … حسبٌ مبتلى ً ومالٌ معافى
صافِ دون الأموال عرضَك واعلم … أنه دون بذلها لن يصافى
لا وعيداً أقول ذاك ولكن … قلت حاءً من المقال وقافا
أن أهلَ القريض طوراً يرقُّو … نَ وطوراً تراهُمُ أجلافا
وإذا أُسْخِطوا رَأَوْا ذمَّ سابو … رَ ولو كان ينزع الأكتافا
هم إذا شئت نحلُ شهدٍ … وإن شئتَ أفاعٍ رُقْش تمجُّ الزعافا
لا يكوَننَّ ما سمعناه من جو … دك في كل مَحْفِلٍ أرجافا