أيبلغ منك سمع المستجيب – جبران خليل جبران

أيبلغ منك سمع المستجيب … كما عودته صوت الحريب

وإلا فالعفاء لكل نجم … يطالعنا ونجمك بالمغيب

أمفخرة الخدور لقد توالت … حوادث مذ رحلت ولم تؤوبي

وحلت كل كارثة ضروس … تحطم بالأظافر والنيوب

أبيح ضعاف قومك للرزايا … وقد غلت يديك يدا شعوب

تنمقدك الأيامى واليتامى … وقد عصفت بهم أم الحروب

فنصف الأرض في غرق ونصف … تجلل بالصواعق واللهيب

أولى الخير أجمع يوم ولست … مفرجة المكاره والكروب

فوا حربا لدار قسموها … تباع على المواطن والغريب

بحيث تراءت الجوزاء حينا … وقبلك ما تراءت من قريب

وحيث تخشع الأبصار رعيا … لجانب ذلك الصرح المهيب

من القطان بعدك ليت شعري … وما هم من أصيل أو جنيب

وأية أرجل ستدوس أرضا … فرشناها بحبات القلوب

زمان شاع حب النفع فيه … فما الإتجار بالأمر الغريب

ولكن هل يباع به ويشرى … تراث المجد في رأي مصيب

وكيف تثمن الحرمات فيه … ولو قومن بالثمن الرغيب

دعوا الذكرى تعش ولنعط مما … يقدس شأنها أوفى نصيب

فللذكرى تطهرت السجايا … من الأدران فيها والعيوب

وللذكرى سخت أيد شحاح … وجيء من المفاخر بالضروب

وللذكرى بنى الباني فأعلى … وأبدع كل مخترع لبيب

وللذكرى فدى الفادي حماه … وخط كتابه بدم صبيب

إذا ما سيمت الذكرى وبيعت … فويل للممالك والشعوب