أيادي بني الجراح عندي كثيرة ٌ – ابن الرومي

أيادي بني الجراح عندي كثيرة ٌ … وأكثرُ منها أنها لا تُكَدَّرُ

همُ القوم ينسوْن الأياديَ منهُمُ … عليك ولكنَّ المواعيد تُذكَر

وإن كنتُ قد أهملْتُ بعد رعاية ٍ … وأغفلت حتى قيل أشعثُ أغبر

وقُلِّدتُ شُغْلاً ضَرُّهُ لي معَجَّل … سريع وأمّا نفعه فمؤخر

أروح وأغدو فيه أنصَبَ عاملٍ … وأصفَره كفاً فكمْ أَتَصَبَّرُ

إذا بعتُ صَوْني حُرَّ وجهي وراحتي … بجوعٍ فَمَنْ مِنِّي أتَبُّ وأخسر

ألا حبذا الأعمال في كل حالة ٍ … إذا كان منها وجهُ نفعٍ مُيَسَّر

فأما إذا كَدَّتْ وأكْدتْ على الفتى … فما هي بالمعروف بل هي منكر

وإنّ أبا عبد الإله لسيد … وفي الحال لو يُعْنَى بحالي مُغيِّرُ

وإنّ له من فضله لمُحرِّكاً … على أنها الأخلاق قد تتنكر

وإنْ كان كالإبريز يصدأ غيرُهُ … ويأتي عليه ما أتى وهو أحمر

سأزجر عنه اللّوم من كل لائمٍ … حِفاظاً له ما دام لي عنه مَزجَرُ

وأعذُرهُ ما دام للعذر موضعٌ … وأنظِرهُ ما دامتِ النفس تُنْظر

وأحسِبهُ يوماً ستَزهاه نفسهُ … فيفعل في أمري التي هي أفخر

ونفسُ أبي عبد الإله ضنينة ٌ … به أن تراهُ حيث يُكْدى ويعذُر

وما هي عن لوم له بمُفيقة … إلى أن تراه حيث يُسدى ويُشكَر

أعنِّي أبا عبد الإله ولا تقلْ … أعنتُ فأعياني القضاء المقدر

ففي الأمر إن عاينتَهُ متيسّرٌ … وفي الأمر إن آتيتَهُ متعذَّر

أيعطش أمثالي وواديك فائضٌ … ويُجدِب أمثالي وواديك أخضر

أبَى ذاك أن الطَّول منك سجية ٌ … وأنك بيت المجد بالحمد تُعمَر

وأنك لم تُؤثِرْ على الحق لذة ً … بحكم هوًى فالحق عندك مؤثر

وما زلتَ تختار الأمور بحكمة ٍ … فأفضلها الأمرُ الذي تتخير