أنا دائما يا نور كل مليح – عبدالغني النابلسي
أنا دائما يا نور كل مليح … بين الكناية فيك والتصريح
أبدي الهوى طورا وأكتم تارة … ومدامعي تنبيك عن تبريحي
أما الحشاشة في هواك فإنني … أنفقتها في رغبة الترويح
أنا بين جسم من صدودك ناحل … شغفا وقلب بالبعاد جريح
وأضالع بالاصطبار شحيحة … وجدا ودمع فيك غير شحيح
وأنا الذي بين الحواسد والعدا … ما بين هجو في الهوى ومديح
مقل تسح ولا تشح فدمعها … مغني اللبيب به عن التوضيح
يا أيها البدر الذي لما بدا … بالحسن أخرس نطق كل فصيح
لك وجنة هي في النواظر جنة … وجهنم في قلب كل طريح
وترى العيون جمال وجهك مقبلا … فتضج بالتهليل والتسبيح
أحمامة الوادي قفي وترنمي … فعلى غرامك ظاهر ترجيحي
لا الصبر للتضعيف مفتقر ولا … ذا الشوق محتاج إلى التصحيح
لمعت بروق الأبرقين وقد جرت … أمطار جفن بالبكاء قريح
وروى النسيم لنا أحاديث الحمى … عن عرفج عن زرنب عن شيح حتى أهاج بنا الغرام فياله في الحب من خبر رواه صحيح
واسأل بلطف منيتي عني ولا … تأتي بوجه للمليح قبيح
وانعت له وجدي القديم وصف له … شغفي وما ألقى من التبريح
طفح الغرام علي حتى بالهوى … صرحت في حبي لكل صبيح
وكتمته لما بدا لنواظري … نور الخباء وملت للتلميح
وأنا الذي يهوى المليح تعممي … أبدا ومن شوقي له توشيحي