أنا العاشق – عبدالعزيز جويدة

أنا العاشقْ

بأمرِ اللهِ

ذَوَّبَني الهوى فيكِ

وهذي سَكرةُ العشقِ

وما المطلوبْ ؟

فسبحانَ الذي في العشقِ يَمنحُنا

حنينًا حينَ يَضربُنا

يَفورُ العشقُ من دمِنا

وتَمرحُ في القلوبِ طُيوبْ

وفضلُ اللهِ واللهْ

على مِثلي كثيرٌ في الهوى جدًا

لأني كلما في العشقِ أنتصرُ

أعودُ بحسرةِ المغلوبْ

أُقاتلُ دائمًا في الحبِّ عينيها

وعيناها سلاحٌ قاطِعُ الحدَّينْ

فَحَدٌّ في الهوى يُوسف

إذا استعصمْ

وحَدٌّ في الهوى رَبِّي

أنا قد مَسَّني الضُّرُّ

كما قد قالَها أيوبْ

وما كلِّي سوى جُرحٍ

على قَدميهِ يَتَّكِئُ

أتى يسعى لعينيكِ

عَصاهُ في الحياةِ ذُنوبْ

وآهٍ آهِ يا حُبًّا

إذا سطَّرتُهُ وجعًا

غدًا واللهِ في قلبي سِهامًا

أطلقتْهُ غُيوبْ

أنا ثاوٍ على جسرِ الهوى وحدي

حنينُ النظرةِ الأولى

وصوتُ الهمسةِ الأولى

لِطفلٍ في الهوى يَحبو

وقالوا لي

غدًا سيؤوبْ

ولي في العشقِ واللهِ بساتينٌ

من النجماتِ إذْ تَزهَرْ

لها بدر كوجهِ حبيبتي الآتي

من الأقدارِ أحيانًا

وأحيانًا من المَقسومِ والمكتوبْ

فيا قَدَري الذي في العشقِ كافأَني

وفضلُ اللهِ يُؤتيهِ لِمن شاءَ

إذا شاءَ

وأعطاني بلا حَدٍّ

فصارَ العشقُ في قلبي

كنهرٍ في يَدي مَسكوبْ

خُذي ما شئتِ من عِشقي

ومن شَوقي

مَعينُ العشقِ لم يَنضُبْ

فهذي زمزمٌ في القلبِ يُهديها

لنا اللهُ

إذا ما أخلصَ المحبوبْ

وسبحانَ الذي في العشقِ أعطانا

وسَوَّانا

لتجري أنهر الجنَّةْ

بلا مَزجٍ

بهذا الكوبْ

أتعجَبُ من عطاءِ اللهِ ؟

لا تَعجَبْ

فهذا في الهوى مَددٌ من اللهِ

إذا يأتي

فلن يَحتاجَ في يومٍ إلى الأنبوبْ

فَسَمِّ اللهَ

خُذْ ما شئتَ واروهم

بلا عدّدٍ

حرامٌ في عَطاءِ اللهِ أن تَنظُرْ ..

إلى المنسوبْ

كأنَّ اللهَ كافأَني بهذا العشقِ واللهِ

وبَدَّدَ في الهوى والعشقِ آثامي

ويمحو اللهُ ما يَمحو

من ذنبٍ

ويَستُرُ في الحياةِ عُيوبْ

أنا واللهِ ما كنتُ ..

هنا أدري

بأن العشقَ نيرانٌ

إذا ما شَبَّتِ النيرانُ في قلبٍ

مُحال بعدَها سيتوبْ

كأنَّ العشقَ طَهَّرَني وصفَّاني

من الأرجاسِ أجمعِها

وطيَّبَ خاطري مَلَكٌ

إذا ما ضَمَّني عشقا

أكادُ من الحنينِ أذوبْ

ومنهُ عَرَفتُ واللهِ

بأن اللهَ راضٍ في الهوى عني

وفي يومٍ سأبلُغُ في الهوى المطلوبْ