أمَرَّ عيشٌ وَحَالَ خفضُ – كشاجم
أمَرَّ عيشٌ وَحَالَ خفضُ … وحلَّ همٌّ وبانَ غَمْضُ
ومضَّنِي حادثٌ دَهَانِي … وطارقُ الحادثاتِ مضُّ
وخانني الدّهرُ مِنْ ثقاتي … فبانَ بَعضٌ وخانَ بَعضُ
وأَسرَعَتْ فيهمُ المَنَايا … وسِرُّ خَيلِ المنونِ رَكْضُ
واسترجعَتْ منهمُ الليالي … قروضَهَا والحياة ُ قَرْضُ
وَعَضَّنِي منهمُ بنابٍ … والدَّهْرُ مَودٍ لِمَنْ يَعَضُّ
ونَقَضَتْ منهمُ شروطاً … لَمْ يَكُ فيما يخافُ نَقْضُ
بدورُ عزٍّ تضمَّنَتْهَا … بعدَ بروجِ السماءِ أَرضُ
كأنَّ كُلَّ امرىء ٍ عليه … درهمُ اَسهمٍ تَقضُّ
عاشوا كِرامَ الفعالِ وعيشُ الـ … ـوَرَى في المحولِ خَفْضُ
تدحضُ عنهُمْ بهِ خطوبٌ … ليسَ لأَذاهُنَّ دَحْضُ
كَمْ غُصُنٍ في التّرابِ منهُمْ … جَنَتْهُ أيدِي المنونِ غضُّ
وخلَّفوا محتداً وعزّاً … محضاً وبعضُ الكرامِ مَحْضُ
لَمْ يَصُنِ البُخْلُ قطُّ مالاً … لهمِ ولا يُستَذَلُّ عِرْضُ
أَودى فأَودَتْ لهم مقالٌ … وماتَ بَسْطٌ لُهُمْ وقبضُ
والصَّبْرُ إلاَّ إذا افتقَدْنَا … مثلهمُ سنّة ٌ وَفَرْضُ