أما أنا – إيليا أبو ماضي

لا تنثني في الرّوض أغصان الشّجر … حتّى تدغدغها النّسائم في السّحر

و أنا كذلك لا يفارقني الضّجر … حتّى تداعب لمّتي بيديها

الشّمس تلقى في الصّباح حبالها … و تبيت تنظر في الغدير خيالها

أمّا أنا فإذا وقفت حيالها … أبصرت نور الشمس في خدّيها

الطّود يقرأ في السّماء الصّافيه … سفرا ، جميل متنه و الحاشيه

أمّا أنا فإذا فقدت كتابيه … أتلو كتاب الحبّ في عينيها

الطّير إن عطشت ولجّ بها الظّما … هبطت إلى الأنهار من علو السّما

أمّا أنا فإذا ظمئت فإنّما … ظمأي الشديد إلى لمى شفتيها

الندّ يطلبه الخلائق في الرّبى … بين الورود و في نسيمات الصّبا

أمّا أنا فألذّ من نشر الكبا … عندي ، الذي قد فاح من نهديها

الرّاح تصرف ذا العناء عن العنا … و تطير بالصّعلوك في جوّ المنى

قيرى الكوكب تحته ، أمّا أنا … فتظلّ أفكاري تحوم عليها

فيها و منها ذلّتي و سقامي … و بها غرامي ، القاتلي ؛ و هيامي

أشتاقها في يقظتي و منامي … و أطول شوق المستهام إليها