ألواح اغترابي – صباح الحكيم

لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ

لَمَا افتَرَشتُ في الزقاق ظِلَّي

لما رقصت فوق صدر الدرب أبكي

مثلما المجنون أهذي

نازف الأحزان قلبي

ناسيا لون الكرى

(لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ)

لما تبعثرت الأشلاء مني

تنقش الأوجاع همسا ناعما

أتلوها في محراب شعري

أو رسمت الوهم حلما من ضياءٍ يبهج الأنواء حرفي في رحابه

ثم يبكيني القصيد

(لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ)

لما رحلت في مداراتٍ لأغفو بين أوجاع اغترابي

أنزف الأحزان أجثو في عذابي

ليت إني قد طمرت بين أشلاء الأحبة

أجرع حر القيامة

ليتني كنت اشتعلت في حطامه

(لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ)

لأثنيت السماء.. كل وقتي راجيا ربي ليمنحه السلامة

أو صرت كالرهبان أجري في الربا

أحصّـنُ الأسوار حرزا من دعائي

كي يجوب الحب نورا في سمائه حافلة بالأمن آية

(لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ)

لصرت في رأس المخاطر

احفر العدل بقانون السماء

اشرع الحق نظاما عن لسان البائسين

في ثغرِ ثائر

لَوْ كََانَ لِيْ وَطَنٌ يلملم دمعتي الحيرى

يرتب صوت أحزاني

يرتق صـُلبَ آلامي

لَمَا أسبغ الوجع يسري في رصيفي

يشعل النيران حين يرويني السحاب

(لَوْ كَانَ لِيْ وَطَنٌ)

لصرت همسة تغفو على ثغرِ اليتامى

لحظة الغيث على خد الجراح

لارتميت فوق صدر النهر

أغسل الأشجان

أسقيه الضياء

لاحتضنت الأرض، أدْ فُـنـُنِـي هناك

(لَوْ كَانَ لِيْ وَطَن)ٌ

لأخبرته كيف أني ألعق الحزن نديا في الشظايا

أركُضُ المجهول دهراً

لا أجدني غير أسراب طيور إذ تحوم لا نهاية

أمشي والمجهول بعضي

قد يدور في فصولٍ قشرت منه البداية

لَوْ كَانَ لي ركنٌ بسيطٌ منك يا وطني الجريح

يَقبَلُ كومة عظامي في رباه

كي أجوب في هواه

ارتئي ما يرتئيه منه حظي

ليس أكبر

وأجاري طيف ظلي

واقرُ الوهم بالوهم يقينا

و أجوب في ترابي

وأيمم منه وجهي

و أغطي الطين جسمي

ساكنا نحو السماء

خذني فيك يا حبيبي

قبل أن تجرفني ألواح اغترابي

في ديار الغرباء

خذني قطعني حروفا

فوق أشلاءك أنحتني

عراق .