ألكني إلى راعي الخليفة والذي – الفرزدق

ألِكْني إلى رَاعي الخَلِيفَةِ وَالّذِي … لَهُ الأُفْقُ وَالأرْضُ العَرِيضَةُ نَوَّرَا

فَإني وَأيْدِي الرّاقِصَاتِ إلى مِنىً، … وَرُكْبَانُهَا مِمّنْ أهَلّ وَغَوّرَا

لَقَدْ زَعَمُوا أني هَجَوْتُ لخَالِدٍ … لَهُ كُلَّ نَهرٍ لِلمُبَارَكِ أكْدَرَا

وَلَنْ تُنكِرُوا شِعرِي إذا خرَجَتْ لهُ … سَوَابِقُ لَوْ يُرْمى بهَا لَتَفَقّرَا

سُوَاجٌ وَلَوْ مَسّتْ حِرَاءَ لحَرّكَتْ … لَهُ الرّاسِيَاتِ الشُّمَّ حَتى تَكَوّرَا

إذا قَالَ رَاوٍ مِنْ مَعَدٍّ قَصِيدَةً … بهَا جَرَبٌ كَانَتْ عَليّ بِزَوْبَرَا

أيَنْطِقُهَا غَيْرِي وَأُرْمَى بِعَيْبِهَا، … فَكَيْفَ ألُومُ الدّهْرَ أنْ يَتَغَيّرَا

لَئِنْ صَبَرَتْ نَفْسِي لَقَدْ أُمِرَتْ به، … وَخَيْرُ عِبَادِ الله مَنْ كَانَ أصْبَرَا

وَكُنْتُ ابنَ أحذارٍ وَلَوْ كنتُ خائفاً … لكُنتُ منَ العصْماءِ في الطَّوْد أحْذرَا

ولَكِنْ أتوْني آمِناً لا أخافُهُمْ … نَهاراً، وَكَانَ الله ما شَاءَ قَدّرَا