أكان من لم يسجد إلى صنم – الهبل

أكان من لم يسجد إلى صنم … أولى بميراث سيد الأمم

أم الذي ما انحنى لخالقه … حتى انحنى في السجود للصنم

أف لها إمرة مضت عجلا … دامت مراراتها ولم تدم

ذاك متاع الغرور حين مضى … مضى بلا توبة ولا ندم

وعارض أقشعت سحابته … كأنما أبصروه في الحلم

نفسي فداء الغرى إن به … خير إمام مشى على قدم

نفسي فداء الغري إن به … من لا يسامى في القدر والعظم

نفسي فداء الغري من بلد … ما ضم من سؤدد ومن كرم

نفسي فداء الغري من بلد … ما ضم من سؤدد ومن كرم

نفسي فدى من ثوى به فلقد … ثوت به المكرمات عن أمم

يا تربة قد حوت له رمما … بوركت من تربة ومن رمم

ليس سوى طيبة تفوقك في الفضل فتيهي ما شئت واحتكمي … …

ففيك كشاف كل نازلة … عن البرايا وفارج الغمم

ومن إذا الحرب أضرمت لهبا … لم يتأخر عنها ولم يخم

قطب رحاها إذا الكماة بها … بين قتيل وبين منهزم

من نام في مرقد النبي دجى … وأعين المشركين لم تنم

فداه بالنفس لم يخف أبدا … ما دبروا من عظيم كيدهم

يا سيد الأوصياء دعوة من … إن هام شوقا إليك لم يلم

أنت ملاذي في كل نائبة … أنت عياذي وأنت معتصمي

بك استفام الهدى وقام ولو … لا أنت لم يستقم ولم يقم

وسابق العالمين أنت إلى … كل محل في الفضل لم يرم

ونفس خير الأنام أنت فمن … مثلك في العالمين كلهم

كم رتبة في الفخار سامية … بلغتها قبل مبلغ الحلم

فكيف يخفى ما فيك من كرم … ومن خلال غر ومن شيم