أكان الباهلي يظن أني – الفرزدق

أكَانَ البَاهِليُّ يَظُنّ أنّي … سَأقْعُدُ لا يُجَاوِزُهُ سِبَابي

فإنّي مِثْلُهُ إنْ لَمْ أُجَاوِزْ … إلى كَعْبٍ وَرَابِيَتَيْ كِلابِ

أأجْعَلُ دارِماً كَابْنَيْ دُخَانٍ، … وَكانَا في الغَنِيمَةِ كَالرّكَابِ

وَلَوْ سَيّرْتُمُ فِيمَنْ أصَابَتْ … على القَسِمَاتِ أظفارِي وَنَابي

إذاً لَرَأيْتُمُ عِظَةً وَزَجْراً … أشَدَّ مِنَ المُصَّمِّمَةِ العِضَابِ

إذا سَعْدُ بنُ زَيْد مَناةَ سالَتْ … بأكْثَرَ في العَديد مِنَ التّرَاب

رَأيْتَ الأرْضَ مَغْضِيَةً بِسَعْدٍ … إذا فَرّ الذّليلُ إلى الشّعَابِ

وَإنّ الأرْضَ تَعْجَزُ عَنْ… … وَهُمْ مِثْلُ المُعَبَّدَةِ الجِرَابِ

رَأيْتُ لَهُمْ على الأقْوَامِ فَضْلاً … بِتَوْطَاءِ المَنَاخِرِ وَالرّقابِ

أبَاهِلَ أيْنَ مَنْجَاكُمْ إذا مَا … مَلأنَا بِالمُلُوكِ وَبِالقِبَابِ

تِهَامَةَ والبِطاحَ إذا سَدَدْنَا … بخِنْدِفَ مِنْ تِهامَةَ كلَّ بابِ

فَما أحْدٌ مِنَ الأقْوَامِ عَدّوا … عُرُوقَ الأكْرَمِينَ على انْتِسابِ

بِمُحْتَفِظِينَ إنْ فَضّلْتُمُونَا … عَلَيهِم في القَديمِ وَلا غِضَابِ

وَلَوْ رَفَعَ الإلَهُ إلَيْهِ قَوْماً … لَحِقْنَا بِالسّمَاءِ مَعَ السّحابِ

وَهَلْ لأبِيكَ مِنْ حَسَبٍ يُسامي … مُلوك المالِكَينِ ذَوي الحِجابِ