أقامتْ على قلبي كفيلا من العهدِ – مهيار الديلمي

أقامتْ على قلبي كفيلا من العهدِ … يذكرني بالقربِ في دولة البعدِ

فقولا لواشيها وإن كان صادقا … وفائي لها أحظى ولو غدرتْ عندي

خليليَّ ما للريح هبت مريضة ً … هل اجتدتِ البخالَ أم حملتْ وجدي

ضمنتُ من الداءين ما لا تقلهُ … على طرحها الشمُّ الهضابُ من الصلدِ

حنينٌ ولكن من لشملي بجامع … و مدُّ يدٍ لكن من الرجلُ المجدي

فلا حبَّ بل لاحظَّ نالك حظه … قد اشترك الأحبابُ والحظ في الصدَّ

و سمى زماني طولَ صبري تجلدا … عدمتك ما أبقيتَ بعدي للجلدِ

كما ذمَّ منْ قبلي ذممتك عالما … بأنك موقوفٌ على الذمَّ من بعدي

و لكن تجاوزْ لي بصرفك ماجدا … إليه إذا جارتْ صروفك أستعدي

إذا الصاحبَ استنجدتهُ فوجدتهُ … فرعني فيمن غيره شئتَ بالفقدِ

و إن مرَّ في الأحباب عيشٌ بغيره … فحسبي بعلم الله في ذاك والحمدِ

و ما أعرفُ الممدوحَ لم يجزني به … إذا قلتُ خيرا إنَّ ذلك بالضدَّ

أحقهمُ عندي بما قمتُ مثليا … أعدده منْ فات إحسانه عدي

فإن تكن الأيام أجدبن مرتعي … لديه وكدرن الزلالة من وردي

أقولُ لآمالي وأخشى قنوطها … ركوبكِ ظهرَ الصبر أدنى إلى الرشدِ

تطار فلولا وجهُ سعدك لم يكن … سراجك في الظلماء نجمَ بني سعدِ

أبا القاسم امنحني سمعتَ استماعة ً … وقفْ بي من استبطاء حظي على حدَّ

سخوتُ بشعري قبلَ مدحك لاقيا … بسبط كلامي كلَّ ذي نائلٍ جعدِ

إذا قلتُ أين الجودُ أنشد بخله … محا الدهرُ ربعاً بالمشقرِ من هندِ

تعابُ لديه الشمسُ بالنور حجة ً … على منعه والماءُ في القيظ من بردِ

و فاضت وهم يبس بحارك بينهم … فيا ليت شعري ما لجودك ما يعدى

و قد كان لي في الشعر عندك دولة ٌ … و لكن قليلٌ مكثها دولة ُ الوردِ

أظلُّ وما في عاشقيك محققٌ … سواي أقاسي الهجرَ من بينهم وحدي

فلمْ أنت راضٍ وللمجد وقفة ً … تزاحمَ دمع اليأس فيها على خديَّ

و ما غيرُ تأميلي بديني قضاؤه … فكم أتقاضاه وأنحتُ من جلدي

عسى يقف الإنجاز بي عند غاية ٍ … تريح فلي حولٌ أجرُّ على الوعدِ

تساويفُ وفاها المطالُ حدوده … فعجل لها الإنجازَ أو جبهة َ الردَّ