أطلق دموعك ان القلب معذور – ابن نباتة المصري

أطلق دموعك ان القلب معذور … وانه بيد الأحزان مأسور

وخلّ عينيك يهمي من مدامعها … درٌّ على كاتب الانشاء منثور

يسوءني ويسوء الناس أجمع يا … بيت البلاغة ان البيت مكسور

في كل يوم برغمي عن منازلكم … ينآى ويذهب محمود ومشكور

خبا الشهاب فقلنا الشمس فاعترضت … أيدي الردى فزمان الانس ديجور

آهاً لمنظر شمس لا يدوم له … بالسعي في فلك العلياء تيسير

كانت تفتح نورَ اللفظ فكرته … حتى استجنَّ فلا نورٌ ولا نور

مطهر الذات مطوياً على كرمٍ … ينسي عهودَ الغوادي وهو مذكور

لهفي عليه لودٍ لا يغيره لهفي عليه لجودٍ لا تكدّرهقضية ٌ ولبعض الجود تكدير … رفعُ المحلّ وللسادات تغييرسقط بيت ص

لهفي عليه لأخلاق مهذبة ٍ … سعي الثناءُ بها والأجر مبرور

لهفي عليه لأقلامٍ ثوت ولها … يمنٌ على صفحاتِ الملك مشهور

تواضعٌ لاسمهِ منه ازدياد على ً … وفي التكبر للأسماء تصغير

وهمة ٌ بين خدام العلى نشأت … فاللفظ والعرض ريحان وكافور

لاعيبَ فيه سوى فكر عوائده … للحمدِ رقٌّ وللألفاظ تحرير

حتى إذا لاح مرفوعاً مدائده … وراح ذيل علاهُ وهو مجرور

تخيرته أكفّ الموت عارفة … بنقده وتنقته المقادير

ما أعجب الدهر في حالي تقلبه … رصلٌ وصدٌّ وتعريفٌ وتنكير

كأنما نحن والأوقات في حلمٍ … مخيل وكأنّ الموتَ تعبير

بين الفتى راتعٌ في الأمن اذ برزت … من المنون له غلبٌ مغاوير

والمرء في الاصل فخارٌ ولا عجب … إن راح وهو بكف الدهر مكسور

جادت ضريحك شمس الدين سحب ندى … يمسي صداك لديها وهو مسرور

ان يمس شخصك مطوياً بملحده … فإن ذكرك بالأحسان منشور

أو يغد بيتك يشكو للزمان وغى … فإنه ببقاء السيف منصور