أضحت ثغور النصر تبسم بالظفر – عماد الدين الأصبهاني
أضحت ثغور النصر تبسم بالظفر … وغدت خيول النصر واضحة الغرر
يا ابن السراة ذوي العلى من هاشم … والأكرمين أولي المناقب من مضر
متقلدي الذكر المنزل فيهم … أن نازلوا بدلا العضب الذكر
أنت ابن عم المصطفى وسميه … أبشر فإنك بعده خير البشر
من راحتيك المزن في المحل اجتدى … وإلى سناك البدر في الليل افتقر
أدنى ولي في رضاك معظم … وأجل ذي ملك بسخطك محتقر
أضحى حمى الباغي رضاك ممنعا … بين الورى وغدا دم الباغي هدر
لو كنت في زمن النبي لأنزلت … في هذه السير التي لكم سور
بكم الورى في نعمة لا تنقضي … لا تنقضي والله نعمة من شكر
في أنفس بكم تقر وألسن … بكم يقر وأعين بكم تقر
عاصيكم لم يقض إلا نحبه … من دهره ومطيعكم إلا الوطر
لما شفعت العزم وهو مؤيد … بالحزم أسفر بالمنى منك السفر
وبرزت مثل الشمس تشرق للورى … وسناك يحجب عنك ناظر من نظر
في شيبة مفطورة لله من … أنواره سبحانه فيما فطر
بيضاء يستسقى بها صوب الحيا … وبأصلها إذ أجدبوا استسقى عمر
وكأنما تك المظلة هالة … وجه الإمام يضيء فيها كالقمر
لله جيش للخليفة قاده … رب الخليفة بالميامن والظفر
مجر إذا جر القنا لا يرتضي … وجه المجرة أن يكون لهامجر
أشجار خط إن تشاجرت العدى … أضحت لها هامات مخيطهم ثمر
فوق الجياد الجرد ما وردت وغى … إلا وخيل عدوها عنها صدر
يتركن في الظمأ الزلال بصفوه … ويردن في الروع الدماء على كدر
فالأرض وهي فسيحة ضاقت به … وعلى العدى منه فما وجدوا مقر
قد أوقدوا نارا هم احترقوا بها … وشرارهم متطاير بهم الشرر
لما أبوا ما فيه خيرهم أتوا … ما فيهم بشر نجا إلا بشر
هذي أمير المؤمنين قصيدة … غراء تقصد قبة الملك الأغر
حسناء يهديها ولي مخلص … لكم الولاء فأولها حسن النظر
صور تقوم بها معان منكم … إن المعاني زائنات للصور
دقت لمعنى السحر إلا أنها … راقت ورقت مثل أنفاس السحر
لما رأيت منار بيتك كعبة … وافيت فيمن حج بيتك واعتمر
وهجرت أوطاني إليه ومن رأى … شرفا له في أن يفارقها هجر
ونأيت عن قومي ليرفع دونهم … قدري اصطناعك لي فجئت على قدر