أشرق البهو يا جبين الهلال – ابن القيسراني

أشرق البهو يا جبين الهلال … فجلاه لوجهك المتلالي

عن ليال حجبن عنا سناها … إنما غيبة الهلال ليالي

لم يكن ما ألم بالجسم شكوى … فتهنا لوافد الإقبال

لا ولا كان زائرا من سقام … إنما كان طائفا من خيال

وعكة أقلعت وأنت صحيح … ويصح النسيم بالإعتلال

أو ما هذه السماء سرار البدر … فيها على طريق الكمال

نعمة الله لا يخص بها الخالق … إلا من كان منه ببال

ولباس من المثوبة والغفران … ألبست ضافي الأذيال

فهنيئا لك البقاء وإن كان … هناء يخص فيه المعالي

والتقى والندى ومعربة الخيل … وبيض الظبى وسمر العوالي

والخلال التي إذا ما تحلت … صدرت منك عن كريم الخلال

إن وقتك النفوس ما تتوقى … فحقيق فدى الموالي الموالي

أو تحصنت في شعار من التقوى … فما زلت منه في سربال

فشفى الله من أجل دواء يه … صريح الدعاء والابتهال

ملك أبدل المخافة بالأمن … وأضحى يعد في الأبدال

وهو تاج الملوك فالملك العاطل … حال به على كل حال

وإذا النيران غابا فنور الدين … شمس فجرية الآصال

قد أرت وجهك العلى ما يريها … وهي مرآة صالح الأعمال

وقضى الله أن نجمك في الأنجم … سام وأن جدك عال

كل يوم هذا المحيا محيى … بالتهاني على يد الإقبال