أسى أن تولى نعمة الله موحشا – جبران خليل جبران
أسى أن تولى نعمة الله موحشا … معاهده فلتبكه بركات
ولا تقبل التأساء فيه مدارس … بنوها عليه نوح وبكاة
مضى تاركا في قلب كل مهذب … من الود مالا تنفس التركات
فتى صرح لا كنهه غير ما بدا … عليه ولا الآراء مرتبكات
ولم توصم الآداب منه بريبة … ولم تذمم الآراب والحركات
حكيم بدنياه عليم بدينه … سليم به الأخلاق والملكات
عقيدته في منعة مطمئنة … ومن حولها العلات معتركات
إذا جاءه خير أذاع الرضى به … أو جاءه ضير لم تخنه شكاة
وإن يقن لا يقن الحطام وغيره … تعز عليه فدية وزكاة
به شركات البر عادت قوية … وقوتها أن تصدق الشركات
تبتل زهدا في الليالي وطيبها … ففي طيبها الآفات والهلكات
ألم يتبين سوء ما تضمر الدجى … وأستارها في الصبح منتهكات
فيا آله هذي من الدهر فتكة … تهون إذا قيست بها الفتكات
أتغني فتيلا من عزيز وقد ثوى … دموع بها الأرواح منسفكات
بداود فأتموا فإن حصانه … لكالطود والأحداث مؤتفكات
هو الكوكب الهادي بساطع نوره … إذا اشتدت الأسداف والحلكات
له القلم الفياض علما وحكمة … كماء الغوادي لم تشبه نكات
معانيه كالعقد الفريد نظيمه … وألفاظه كالتبر منسبكات
ويا من عليه في المدائن والقرى … مآتم أهل الفضل محتبكات
سموت عن الدنيا وأنت موفق … عليك سلام الله والبركات