أذن الندى عن نداء الشعر صماء – الهبل
أذن الندى عن نداء الشعر صماء … فليس يجديك إنشاد وإنشاد
يا قالة الشعر مهلا لا أبا لكم … رويدكم ما لزند المدح إيراء
إنا لفي زمن ود الفصيح به … لو انه ألكن في القول فأفاء
كم تمدحون ولا تعطون جائزة … كأنما مدحكم بالمنع إغراء
لو كان في الطين أو في الماء رزقكم … يوما لأعجز حتى الطين والماء
ويا مرجي نوالا أنت في زمن … فيه المكارم والعلياء أسماء
إياك إياك أن تدلي بسابقة … فإن ذلك إن حققته الداء
ولا تقل إن أردت النجح قد قتلت … أمامكم لي أجداد وآباء
يقصي المحب ويدني من عقيدته … نضب وجبر وتشبيه وإرجاء
كم ملحدين ونصاب كأنهم … لمفرط القرب أرحام وأحماء
ومن يكن ذا صلاح في عقيدته … فإنما حظه طرد وإقصاء
إن تستمح قيل كل في السؤال وإن … عاتبت قيل بذي القول هجاء
أستغفر الله ليس الهجو من شيمي … لكنني رجل للضيم أباء
ما الملك إلا مضاع السرج مطرح … إن لم يكن لعنان البذل إرخاء
أين الملوك الألي ما جاء آملهم … إلا وقابله بشر وإعطاء
حتى ينسون من ري ومن شبع … قوما لهم أكبد للجوع حراء
قل للمساكين أهل الشعر يا تعب الأفكار إن لم يصبهم منه إثراء … …
هذي الملوك ملوك العصر هل أحد … منهم على سنن المعروف مشاء
كم قد مدحنا فما أجدت مدائحنا … لأنهم إنما يعطون من شاؤوا
يا أحم دعوة عان قل ناصره … وخانه لجفا الدهر الأحباء
اسمع شكية معل معلن حزنا … إن كان ينفع إعلان وإعلاء
ما للقوافي إذا أقوت معاهدها … أفي زمانك يوهي الشعر إقواء
من ذا الذي من مقام الذل ينهضها … إن نالها بنعال الذل إيطاء
أف لها خطة يشقى ملابسها … ضاقت بصاحبها للأرض ارجاء
وحرفة أزجيت فينا بضاعتها … فربح بائعها فقر وإكداء
إيها أغث مستغيثا أنت قط له المرجو إن مسه بأس وضراء … …